تحتفل الجزيرة الثقافية بعددها المئوي السادس، وحقّ لنا أن نحتفل بهذه المناسبة التي نفتخر فيها بتأثيرها الثقافي والعلمي والأكاديمي في المشهد الوطني والثقافي. إن ملحق الثقافية بمنزلة الصدر ورأس الهرم، وهو يشكل مع الصفحات الأخرى في الجريدة ثقلا ووزنا كبيرا لطيفًا متعدد الاهتمامات لدى القراء بتنوع مشاربهم. إن ما يميز ثقافية الجزيرة هو تعدد اهتماماتها ما بين الطابع العلمي والأكاديمي والثقافي، وليست حكرًا على توجه معين كالأدب مثلا أو الموضوعات الحائرة التي لا تجد لها انتماء فتُنسب إلى الثقافة وتغص بها الأجواء العامة للأسف.
إن تعدد الاهتمامات هذا -بخلاف ما يروّج عن الثقافة- ودخول المجال الأكاديمي بحراكه العلمي بادرة تسجل لهذا الملحق ولمديره النشيط الأستاذ إبراهيم التركي الذي لحظت عليه -وهذا خلاف ما وجدته عند غيره- قراءته ومتابعته بنفسه والرد على البريد الإلكتروني والتفاعل المباشر، وهذه ثقافة لا يجيدها الكثير من مسؤولي الصحف ومحرريها.
ومما يحسب من الريادة أيضًا عدم التدخل في تقليص المقالة بخلاف قنوات نشر أخرى تقصقص المقالات وتقلصها وتحذف منها حتى تضيع بعض الأفكار بين فكّي مقص المحرر.
إننا نحتفل اليوم مع الجزيرة بهذا المنجز الذي يسطع في سماء الوطن، وهي الجرعة الثقافية العلمية الأكاديمية التي ينتظرها عشاقها كل سبت.
** **
- د. صالح بن فهد العصيمي