عندما عدت عام 1977م من رحلة التلمذة العلمية في بريطانيا وجدت حركة أدبية عامَّة، وملاحق متخصصة تصدرها بعض صحفنا، فهنا ملحق أسبوعي مهتم بالتراث، وهناك آخر مهتم بأدب كبار الأدباء السعوديين والعرب، وثالث مهتم بأدب الشباب، ولكن هذه الملاحق مع الأسف الشديد دبَّ فيها الضعف، ثم اختفت عن الظهور. ومرَّت فترة ليست بالقصيرة والصحافة المحلية تتهاون بهذا الجانب الثقافي وتصب تركيزها على أبواب أخرى كالفنون والرياضة وغيرها من الاهتمامات العصرية للشباب.
ثم في زمان مبارك خرجت لنا تلك المجلة الوثّابة في ملحق رائد اسمه ينبئ عن محتواه: «المجلة الثقافية»، والحق أن هذه المجلة اختطت لنفسها نهجًا مختلفًا عن كل الملاحق الثقافية والأدبية السابقة، فهي مفتوحة أمام الأدب الحديث: رواية وقصة وشعرًا، وأمام التراث: لغة ونحوًا وتحقيقًا، وأمام الشباب وإبداعاتهم الشعرية، وأمام الفن التقليدي والتشكيلي.
وتحرص هذه المجلة -التي لا تنام- أن ينتظم فيها كّتَّاب مرموقون بأعمدة أسبوعية دائمة في موضوعات وتخصصات مختلفة يرضي كلٌّ منها ذوقًا مختلفًا، وتلتزم هذه «المجلة الثقافية» بذلك النهج الرائع الرائد ممثلاً في هذا الملف الذي يخرج بين الحين والآخر ليكرَّم فيه أحد رموز الأدب والثقافة في هذا الوطن الطيب المعطاء.
حقًّا إن هذه المجلة الثقافية تمثل وجبة أسبوعية متكاملة تحتوي على أغلب متطلبات المثقفين، كل بحسب ميوله وتوجهاته.
مدّ الله في عمرها ووفق القائمين عليها، ويسعدني أن أشيد بهمة أخي الدكتور إبراهيم التركي الذي يسعى جاهدًا في مطاردة المعلومة الثقافية ويحتفي بها وينشرها ليرضي كل الأذواق في همة لا تعرف الملل ولا الكلل.
العدد 600 رمز للنجاح وليس غاية.
** **
- د. عبدالعزيز المانع