قدمت المبدعة البحرينية «وسن مدن» عملاً تصويرياً بعنوان «ما وراء الباب»، صورت من خلاله الأسواق والمقاهي الشعبية الواقعة خلف ما يسمى «باب البحرين». للوهلة الأولى بدت الفكرة وكأنها مجرد تصوير، ولكن ما وراء الباب مشهد استطاعت وسن مدن اصطياده بكل اقتدار، حيث تختلط أجناس البشر من مشارق الأرض ومغاربها، ثم يمتزج التاريخ بالتراث والمعاصرة، فتجد ثوب «النشل» يتوسط أزياء مختلف الشعوب، والحلوى البحرينية إلى جانب الكباب الهندي، وبضائع تبتدئ بـ(البشت الحساوي) ولا تنتهي بالإلكترونيات، ومجوهرات تعجز أن تختار منها الأجمل، إنه ببساطة «نبض الحياة»، حيث ترى الزمن يركض وهو واقف!.
«ألوان الحياة» هذه ارتسمت أمامي كشريط سينمائي عندما نبهني الأستاذ الكبير إبراهيم التركي لبلوغ المجلة الثقافية «الرقمية» العدد (600)، فتخيلت «التركي» وكأنه يخرج من باب بذات الرقم يشبه «باب البحرين»، و«يترك» الألوان الزاهية والمطارف والحشايا «وراءه»؛ كي يستقبل بقية الصحراء القاحلة؛ ويتحزم بالتاريخ والتراث والإبداع؛ ليزرع تلك الصحراء بالورود. (600) ليس يوم ميلاد جديد وحسب، بل نقلة نوعية ابتدئها «أبا يزن» بمحور اسمه (600)، وأتمنى أن يستمر بوضع محاور لكل عدد لاحق، فهو يتسلح بفريق من المبدعين، قادرين على مثل هذه الإنجازات.
** **
- عادل العلي