أتَتْني أياديك التي لا أعُدُّها
فأربت على فهمي وحدسي وتمييزي
وكنتُ أرَى أنّي مَليءٌ بشُكْرِهَا
فَما بَرِحَتْ !...حتى أرَتْنيَ تَعجيزِي
هي الثقافية حين أعجزتنا عن شكرها بروعتها وتميزها وهي تمعن في ذلك، وكأنها نجومٌ تلألأت بأعدادها (600) لا تشوبها شائبة في صحراء مظلمة، قد شقت طريقها معرّجة وثّابة نحو المستقبل المشرق ونحو التطور والإبداع... هكذا كانت وما زالت المجلة الثقافية رائدة العمل الثقافي في السعودية والخليج بل والعالم العربي في وقت قلّ فيها الرواد، لا تحملني في ذلك مجاملة فإن شئت فانظر بعين الثقافة لترى تلك الأعداد قد حملت جهد سنين وعصارة عقول من كبار الكتّاب العرب ومفكريها، فكل عدد من الثقافية هو بمثابة عقل وفكر يضفي للساحة شيئاً جديداً ليس له شبيه من قبل وكل صفحة من تلك الأعداد وحي من الثقافة يسكن روح القارئ وعقله، تستثير فيه نوازع العلم والمعرفة يحييها حتى مع نفسه بمتعة المنتظر للثقافية كل أسبوع ثم يظل في أمد حتى يأتيه الآخر ، انتظار بفارغ الصبر كالظمآن في رمضاء الصيف الهجير حين يرى الماء الزلال فينهل منه وهو بعد لم يرو عطشه مع كل رشفة ، ومازلت مع الثقافية حين لم أر لها نظيراً في أرجاء الوطن العربي كمجلة تعهدت بالتكريم اللائق لكل من يدب على الأرض من مفكرين وأدباء عرب لم يكن لهم حظ التكريم في دولهم وإعلامهم، وما زال همها نشر الثقافة بكل أطيافها وألوانها دون أن تبخل على القارئ بأي لون أدبي أو ثقافي أو أن تقتصر على جهة بعينها، فهي كالعرصة التي ينزل بساحتها من يريد أن يستقي من معين فياض لا ينضب من الثقافة ، فهنيئاً لنا بينبوع ثجّاج يسيح لنا بالثقافة سيح الكريم المعطاء في كل صفحة ومع كل عدد.
** **
- زياد بن حمد السبيت