فيما أضع خطة حياتي لهذا العام الميلادي وقفت أتأمل خطواتي في بلاط صاحبة الجلالة الكتابة لأجد الثقافية تبرز لي عبر مخيلتي كبوابة عملاقة آنذاك وما زالت ويصعب تجاوز أعمدتها إلى الداخل دون جواز دخول قوي مختوم بالقدرة والموهبة ولكنني دخلت ولا يسعني أن أقول إن جوازي كان قوياً بقدر ما كان حظي جميلاً لأكتشف هذا العالم الساحر الذي كنت أتصفح وريقاته بنهم ودهشة أتنقّل بين عقول مدهشة في تعاطيها للفكر والثقافة للدرجة التي تصعب علي فكرة أن ألج إلى داخله، حيث أهل الثقافة أهله وحين دخلت محفوفة بعقول آمنت بقلمي لن تعدم امتناني لها ما حييت، إذ قل في هذا الزمن أن تجد مرآة صافية تمحضك الدعم بصدق ما تعكسه لك وسيكون إجحافاً في حق الثقافية أن يتمرّد علي خجلي لقصور شكري لها ليس لفضل وجودي تحت ظلها بين حين وآخر، بل لأنه ليس مثقفاً من لم ير الثقافية منبعاً أصيلاً وموطناً خضيراً للرقي والإبداع بجميع صوره.
** **
- منى العصيمي