كنت من المتابعين للجزيرة الثقافية من بدايتها وذلك ليس لأنها تحتوي المعارف المتنوعة وليس لأنها – أيضاً- تنشر الأفضل فكراً وإبداعاً لكل الاتجهات بل لأنَّ المشاركين في تكوينها يستحقون المتابعة ولأنَّ القائمين على إعدادها ذوو رؤية عصرية ناضجة فهمْ لا يجذبون الشخص المولع بالنشر من أجل الشخص بل من أجل النص.
لذلك كنتُ من المشاركين بقصائدي وبعض مقالاتي فيها بعد متابعتي قارئا فترة من عمرها فلمستُ من الحريصين على المحافظة على أصالة كونها وبوحها وأهدافها الثقافية السَّامية ما دفعني لمواصلة النشر فيها والمتابعة إلى ما سار بها قطار الفكر والمعرفة للعدد الـ[600] - وهي تنشر الأسمى- وأنا أرجو كما يرجو غيري من العاشقين ألقها مواصلة السير بلا انتهاء.
فشكراً للعاملين في جريدة الجزيرة وفي مقدمتهم الرائع المخضرم رئيس التحرير الأستاذ خالد الملك وشكراً لمن ارتقت بهم الجزيرة الثقافية إلى المستوى اللائق به اسماً وفكراً وإبداعاً وعلى رأسهم المبدع نثرا وشعرا مدير تحريرها الدكتور إبراهيم التركي.
ولي الحق أن أقول:
بدتْ حسناءَ فاتنةً مُثيرةْ
وما زالتْ فشكراً للجزيرةْ
أرادتْ كلَّ فكرٍ ألمعيٍّ
لأنَّ الجنسَ لا يختارُ غيرَهْ
فسارتْ في دروبٍ الفنِّ أسمى
بيانٍ ذائعٍ في كلِّ ديرةْ
وأضحتْ للمُريدِ الفكرِ روضاً
وللأفذاذ أهلاً أو عشيرةْ
فباركنا المسارَ بكلِّ فخرٍ
وكانتْ بالذُّرى حقَّاً جديرةْ
إلى [السِّتْمائةٍ] عدداً وصَلْنا
وما زالتْ لنَنْعَمَ بالمسيرةْ
يزيدُ الفعْلُ بالألباب حُسْناً
لأهْليهِ إذا حَسِنوا سريرةْ
** **
- منصور بن محمد دماس مذكور