يبادرني سؤال وأنا أتصفح الصحف العريقة والقديمة مثل الجزيرة؛ هل تهرم الصحف أم يطول شبابها وتحتفظ بالنظارة والإشراق دوماً..؟
وهل للصحف حيوية وحياة ولها وسائل ومبتكرات لتبقى في أوج شبابها؟
أم لكل مراحل العمر وزنها وعراقتها لترتقي لها مشاعرنا وأفكارنا ..
أعتقد أن صحيفة الجزيرة تجمع بين هذا وذاك حينما أنجبت الجزيرة الثقافية، وقَطَن بها الإبداع والفن موطنا. بادرت الجزيرة الثقافية بغرس جميل كانت الغاية منه نقل الواقع الثقافي للساحة والذي أيفع فيها كُتّاب حداثيون خلال مقالاتهم وأطروحاتهم وأدوات نقد التوفيق كان سديده وحليفه.
قد تتبنى صحيفة رؤية مرتبطة برؤية الوسط الاجتماعي الثقافي وتضع وسيطاً فكرياً تربط الكتّاب ببعضهم البعض نحو الكفاية التحليلية للمشهد الثقافي السعودي مثلما تفعله الجزيرة الثقافية، وفيه يلتقي الكتّاب والرواة والنقاد تتجاذب بينهم جانب الإبداع والتحليل والموضوعية في تحديد وصياغة وبلورة العلاقة بين الفن والعالم الخارجي، مُتجلية في الإبداع نفسه.
للمشهد أو الواقع معايير وتصورات وللمبدع وفنه جوانب ووقفات من أفكار وقيم، وصحيفة الجزيرة الثقافية بما فيها ارتباع للفن وسيطاً بين المبدع والعالم الخارجي رسمت من خلاله خطاً منهجياً بنيوياً مرتبطاً برؤية الوسط الاجتماعي ووضع الكاتب يقترب في تصوره لتناول مواضيع اجتماعية وفنية ناقدة ونافذة.
تحديد المكان والزمان له مكانة أساسية بالنسبة لتحديد موقف الكاتب من قضايا الواقع الذي تحيط به، لذا نجح كثير من الكتّاب والنّقاد في تناول مواضيعهم ومشاهد مختلفة واختيار الأساليب الفنية المناسبة، وهذا ما حققته الجزيرة الثقافية في نقل وقائع وأطروحات ثقافية وتبنّي مضامينها في الأعمال الإبداعية والكتابية.. في هذا الالتقاء والمقام ثمرة ومعقل أسبوعي للأعمال الفنية والتحليلية النقدية لا يطول بها الوقوف لكنها محل استلهام تستفز العقل والوعي الثقافي قد تكون منهجية وطرح رؤية قد تساعد في تحديد مفاهيم للباحث السعودية فِي تصورات للمشهد الثقافي السعودي والعربي.
** **
- هتون السويلم