يمثل صدور العدد 600 من المجلة الثقافية الوصول إلى مرحلة مهمة من الإنجاز ومواصلته، وبهذه المناسبة، التي يعتد بها كل متابع للمجلة الثقافية وعطائها، لا بد أن نوجه التهنئة والتقدير للمجلة في مسيرتها ومثابرتها وتجددها، داعين الله لها بمزيد التقدم فيما تستقبل من عطاء لإثراء حركتنا الفكرية ومشهدنا الثقافي.
ولا شك في أن مهمة الكتابة وتحمل تبعاتها ومعاناة حرقتها لمهمة يستحق نجاحها التهنئة والتقدير؛ لما تمثله من المسؤولية العظيمة للكاتب ورسالته التنويرية للفرد والمجتمع؛ بما يحمله من قبس ينير به الطريق للسالكين بأداته الفاعلة وسلاحه اللغوي المؤثر المبين بمخزونه الثقافي والمعرفي، وسلطته البيانية.
ومن المهم ألا نغادر هذه الفكرة دون أن نستذكر أهمية استثمار هذه الميزة؛ واستشعار قيمتها في تحقيق وظيفة الكاتب فيما يتعلق بتجويد أداته اللغوية ليكون القولَ الموجَّهَ قولا بليغًا.
وكذلك فيما يتعلق بتلمس احتياجات المخاطبين الفكرية والثقافية، ومعالجة قضاياهم الآنية ومناقشة مشكلاتهم الفكرية؛ للمساهمة في الاهتمام بما يواجهه المجتمع من اختلالات فكرية، واختراقات وافدة، وعدم الانحصار في دائرة النخبة واهتماماتهم؛ سواء في لغة الطرح، أو في الموضوعات.
** **
- أ. د. محمد بن حسن الزير