كانت رعاية شؤون الثقافة وأهلها مهمة اضطلعت بها الجزيرة الثقافية، وغاية عملت لأجلها، ولم يكن ذلك بالأمر الهين؛ فمفهوم الثقافة الفضفاض، وامتداد أمدانه، واختلاف مشاربه ومساربه، وتعدد رؤى مرتاديه، وتباين آراء مريديه فيه، لم يكن ليجعل من ولوج ساحاته وشمول مساحاته عملاً قريب المنال، أو فكرة مستيسرة التحقيق، على أن ذلك لم يكن وحده مدات التحديات، أو محصر الصعوبات. كان هذا أشبه بسلك درر ونوادر، لربما يخيل للرائي ويظن ظن اليقين أن كلها متفردة متنافرة، لا تنتظم في عقد معًا، فلما جمعت كان ذلك العقد الفريد، وكان ذلك الثقافية.. الثقافية مسيرة وفاء وإضفاء.
** **
- علي الجبيلان