إذا كان للجامعات حق في أن تتفاخر بنشرها العلم والمعرفة بين طلابها فيحق لمجلتنا الثقافية – التي تصدر أسبوعياً ضمن جريدة الجزيرة – أن تفخر بدورها المعرفي والثقافي ونشر العلم بين النخب المجتمعية، فهي في نظري جامعة فكرية وأدبية واجتماعية بامتياز.
أقول ذلك، وأنا أسترجع أياماً / كانت ومازالت (المجلة الثقافية) أفقاً منتظراً طوال الأسبوع لأجد فيها تلك الزوايا الكتابية التي تحمل طروحات ثقافية مائزة وماتعة يدبجها بحرفية ثقافية ومعرفية عالية روادٌ وقامات أثروا وأثَّروا في مشهدنا الثقافي فتلك
(توريقات) عبدالله الغذامي، التي انقطعت مؤخراً و(مداخلات) أبو أوس الشمسان اللغوية، ومعاجم الدكتور صالح اللحيدان في (موازين اللغة)، والقشعمي محمد عبر تعريفاته (أعلام في الظل) والدكتور حمد العيسى في (ترجماته) والدكتور حسن الهويمل في (تجلياته) والشاعر منصور مذكور في (قصائده).. ومحمد جبر الحربي في (أعرافه) وغيرهم...وكذلك تحمل فضاءات ثقافية تتجدد فيها الأقلام والموضوعات من حملة أقلام إبداعية فيما بين السرد والنقد والشعر والفكر الفلسفي والتاريخي وكلها مفازات ثقافية نتتلمذ عليها أسبوعياٍ، من أمثال سعد الغريبي، ومحمد المرزوقي، وعبد العزيز الصقعبي وعادل الدوسري، ونادية السالمي، وعلي خضران القرني والدكتور إبراهيم الشتوي وعادل العلي والدكتورة زكية العتيبي والدكتور يوسف العارف وغيرهم.
ومع كل هؤلاء ندخل في واحات ثقافية نتتلمذ عليها ونجني من ثمارها وقطوفها الدانية الكثير من المعرفة والتثاقف الإيجابي.
وإنني إذ أسعد وأبتهج أسبوعياً بهذه الجامعة الثقافية والمعرفية، لأقف احتراماً وتقديراً للقامة الثقافية والإدارية التي تقف خلف هذه الجهود سعادة الدكتور الخلوق إبراهيم عبد الرحمن التركي العاكف في محراب الثقافة والمتبتل في فضاءاتها والذي كناه أستاذنا عبد الرحمن الشبيلي بـ(مايسترو الكلمة)!! هذا الرجل له في ذاكرتي الكثير من الحب والاحترام والتقدير والأسف الشديد على إزعاجه باتصالاتي وملاحظاتي وطلب التعجيل بنشر مشاركاتي النقدية والشعرية فيتقبل ذلك بروحه الأدبية، وأستاذيته الثقافية، وخلقه الفاضل!!
هنيئاً لمجلتنا الثقافية مرور17 عاماً – فقد ولدت عام 2002 م – على ما أذكر- وهنيئاً لها أن تصل إلى العدد ستمائة(600) داعين الله مزيد التوفيق والاستمرار والتجديد في معطياتها وأبوابها وكتابها وموضوعاتها، وأن تعود إلى انفصالها في الملحق الثقافي الخاص بها حتى تتمكن من الاحتفاء بكتابها الكثر الذين يرغبون المثاقفة عبرها!!
** **
- د. يوسف حسن العارف