إبراهيم الدهيش
أعتقد بأن الغالبية يساورهم نفس الشعور بأن تطلعنا وانشغالنا بأن يكون دورينا ضمن أفضل عشرة دوريات بالعالم سيكون وكان على حساب استعادة كرتنا السعودية لهويتها ووهجها وحضورها كون ذلك الطموح مرتبط بتواجدية أدوات مساعدة ومساندة من بينها هذا (الكم) من المحترفين الأجانب. لا أستند في ذلك سوى على نبض المجتمع الرياضي وقناعتي الشخصية.
- وبشكل أوضح أقول إن كرتنا بدت أمام خيارين إما أن نظل باندفاعنا نحو تحقيق حلم (العشرة) متجاهلين ما قد يسببه هذا الاندفاع غير المحسوب من صداع ليس أقله الهدر المالي الذي ربما يعيد أنديتنا لمربعها الأول مع الديون وإما أن نعمل لاستعادة أمجاد كرتنا من خلال خطط علمية واستراتيجيات طموحة تضع مصلحة ومستقبل كرتنا ومنتخباتنا أولاً تأخذ في الاعتبار أولوية الاهتمام بالبنية التحتية بدءا من تحسين بيئة الملاعب وإيجاد المزيد منها وإعادة تأهيل وتطوير ملاعب الأندية ومنح الفرصة لمواهب ونجوم قد نفقدها قبل أن تبدأ بينما غالبيتها تفوق قدرات وإمكانيات بعض استقطاباتنا الأجنبية ومن ثم التفكير في طموح كهذا!
- نعم هو طموح مشروع لا يمكن مصادرته وهدف استراتيجي لا يمكن تجاهله لكن عندما يتعلق الأمر بأن تدفع كرة الوطن ممثلة بمنتخباتها ثمن ذلك وهذا بالمناسبة ما بدا واضحاً لا مجال فيه للشك أو الاجتهاد فقد بدأت بوادره في المشاركة الآسيوية الأخيرة لمنتخبنا الأول. هنا علينا أن نعيد قراءة أنفسنا ومراجعة صياغة طموحاتنا وقراراتنا!!
- وهذا أبداً لا يعني (فرملة) عجلة طموحاتنا عن بلوغ ما نستحق ويستحقه الوطن لكن أن ننشغل بالمهم عن الأهم هنا بيت القصيد! فماذا سنجني إن كنا ضمن العشرة (الأوائل) في حين نبحث عمن يمثل الوطن فلا نجد؟!! - لاحظ أنني أتحدث عن مستقبل كرتنا الوطنية على مستوى المنتخبات ولا أتحدث عن القيمة السوقية والتسويقية والاستثمار في السوق الرياضي - (من باب أن من تحدث بغير فنه أتى بالعجائب. أو كما يقال) -!
- أحبتي لا يخفى أن هناك من الدول التي تأتي على رأس قائمة أفضل الدوريات في العالم وإنجازاتها على مستوى منتخباتها لا يكاد يذكر ولا يقارن بتاريخها الرياضي وحجم تواجدها على خارطة الكرة العالمية!
- وخلاصة القول إن ما يهمنا هو استعادة بريق وعنفوان كرتنا الخضراء بدل من مطاردة السراب فالوطن يستحق الفرح وقد طال انتظاره خاصة ولدينا من الإمكانيات والمقومات البشرية والأدواتية ما يمنح النجاح.
تلميحات
- لم يكن الفرح حكرا على الهلاليين فقط فقد فرح (كل) عشاق كرة المتعة والاستمتاع على اختلاف ميولهم بعودة الموهوب نواف العابد كل ما يتمناه هؤلاء أن تكون تلك العودة بداية لمرحلة جديدة متجددة من الإبداع والإمتاع وإضافة المزيد من المكتسبات لفريقه ولكرة الوطن.
- أبدع وتألق نجوم التعاون واستحقوا الفوز وتجاهل الإعلام (الأصفر) هذا التميز وراح (يخترع) قائمة من المبررات لهذه الهزيمة ليس من بينها المستوى المتدني للفريق وسوء الإدارة الفنية للمباراة. مثل هذا التشخيص (العاطفي) هو ما أضر وسيضر النصر!
- كنت مصرا على أنه سيكون أحد العلامات البارزة في الدوري السعودي إلا أن الأوضاع الاتحادية خذلته (ما غيره) اللاعب روماريو!
- وعلى خطى النجم ياسر القحطاني يسير النجم الشاب القادم بقوة عبدالمحسن القحطاني نجم القادسية فهنيئا للقادسية وهنيئاً لكرتنا السعودية.
- وفي النهاية أتساءل: أليست هناك تسمية أفضل من (ملعب النار) ؟! خاصة وهو يقع في أطهر بقاع الأرض!!... وسلامتكم.