رقية سليمان الهويريني
ما أفهمه؛ أن جودة الحياة لا تعني الرفاهية إطلاقًا! بل تعني تحسين نمط حياة الناس مما يفضي لمجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن تحفه الطمأنينة والهدوء النفسي. أما ما ألمسه أو أشاهده هو اعتماد الكثيرين على استخدام السيارة حتى في المشاوير القصيرة مما يخل بجودة الحياة التي ننشدها باعتبار أن الصحة هي أس الحياة وعمادها!
وفي الوقت الذي يطالب الناس العمل على اتساع الشوارع وسفلتتها وإنارتها وغرس الأشجار على جانبيها، إلا أن لا أحد طلب توسيع أرصفة المشاة وتأهيلها وجعلها ملائمة للسير عليها بسلامة وأمن، مع احترام حق المشاة ومنحهم الأفضلية على مرور السيارات التي تحولت من وسيلة نقل إلى أسلوب حياة!
وبرغم سعي الناس للعناية بصحتهم والاهتمام برشاقتهم وطرق أبواب النوادي وممارسة الرياضة وعمليات التكميم والتجويع إلا أنهم قد يجهلون خطاهم في أحد أساليب حياتهم، وهو قلة ممارسة المشي كنظام حياة وليس رياضة فقط! يقول أبقراط: «المشي هو أفضل دواء للإنسان». وأود أن أضيف على هذه العبارة أن المشي يعد خط الدفاع الأول والوقاية من مداهمة أمراض عديدة ابتداء بالسمنة وحتى الاكتئاب والتوتر، مرورًا بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري وهشاشة العظام. كما أنه يقوي الذاكرة ويحسن وظائف المخ خصوصًا في حالة الصمت والتأمل التي ترافق المشي مما يساعد على تحسين الحالة النفسية والمزاجية للشخص.
ومن لا يمشي خمسة كيلومترات بشكل متواصل يوميًا بما يقدر بساعة كاملة فلن يحصل على الفائدة القصوى المتوقعة للمشي. وبالمناسبة فهذه الرياضة ممتعة ومسلّية وسهلة يُمكن ممارستها في الأماكن الطبيعيّة حسب الوقت المناسب للفرد.
ما نرجوه من أمانات المناطق وبلديات المحافظات والأحياء، هو تهيئة أماكن للمشي وتغيير نمط الحياة للمواطنين وتقليل استخدام السيارات بالتنقلات القصيرة لخفض التلوث وتحسين جودة الحياة.