د.عبدالعزيز العمر
في كل نظم التعليم العالمية دون استثاء يحتل تعلم اللغة القومية مكانًا بارزًا في المنهج التعليمي، ويعود الاهتمام بإتقان تعلم اللغة عمومًا إلى كون اللغة مهارة منتجة، أي أنها مهارة تولد وتنتج العديد من المهارات الأخرى، بل إنه من غير الممكن للطلاب تعلم واكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين (أي مهارات التفكير الناقد، ومهارات الإبداع، ومهارات العمل ضمن فريق، ومهارات التواصل) طالما بقوا يعانون من تدني مهاراتهم القرائية. ومن العجيب أن تخصصات مبتعثينا التربوية (على قفا من يشيل)، إلا أن تخصص (علم القراءة) لا يزال غالبًا مهملاً. إن مما يؤسف له أن نجد بعض الدراسات تشير إلى أن طالبنا في الصف الأول المتوسط يقرأ عند مستوى الرابع الابتدائي في دول نظمها التعليمية متقدمة.
إن هزالة وضعف طلابنا في مجال القراءة هو أمر لا يحتاج إلى عقل انشتاين لكي نكتشفه. هنا سأقترح على معالي وزير التعليم ألا يكلف نفسه باستشارة باحثين تربويين متخصصين، بل عليه فقط أن يتوقف عند أي مدرسة ابتدائية وهو في طريقه نحو عمله في الوزارة، ثم يتوجه إلى أي فصل دراسي (إذا سمح له مدير المدرسة) ليطلب من عينة من طلاب ذلك الفصل قراءة أي مقالة أو خبر في صحيفة سيارة، أجزم أن معاليه سيكتشف (بلاوي متلتلة).