فهد بن جليد
قبل نحو عام رأيت مجموعة من الشباب والشابات يملؤون بهو أحد الفنادق في الرياض، أذكر حينها أنَّني قرأت على بعض اللوحات اسم الهيئة الملكية لمُحافظة العُلا، كلمة ابتعاث، مستويات لغة إنجليزية، اعتقدت أنَّها مجرَّد دورة أو (كورس عادي) قبل ابتعاث بعض الطلاب ضمن برامج الابتعاث التي تُطلقها وزارة التعليم، ولكنَّني اليوم اكتشفت أنَّ ما رأيته قبل عام كان باكورة استثمار حقيقي في أبناء وبنات مُحافظة العُلا، لتأهيلهم لقيادة مُستقبل منطقتهم، المُقبلة على نقلة نوعية، والتي دخلت (أمس الأول) في مرحلة تاريخية وعهد جديد، عندما دشَّن سمو ولي العهد -حفظه الله- (رؤية العُلا)، وخطتها الرامية لتطوير المُحافظة بطريقة مسؤولة وتحويلها إلى وجهة عالمية للتراث، مع الحفاظ على طبيعتها وآثارها بالتعاون مع المُجتمع المحلي وفريق من الخبراء العالميين.
لذا كان الاستثمار المُبكِّر في إنسان العُلا قبل أرضها عنواناً واضحاً بابتعاث أبناء وبنات المنطقة لأرقى الجامعات العالمية، كخطوة مُتقدِّمة بدأتها الهيئة الملكية للعُلا بتوجيهات من القيادة الرشيدة، حتى يكون أبناء وبنات المنطقة في الموعد مع هذا التحوّل الكبير الذي تشهده عُلا الحضارة والتراث والتاريخ والمُستقبل.
رهان سمو ولي العهد - حفظه الله- على (العُلا) كوجهة سياحية وتراثية جاذبة، لتُصبح مصدر دخل للدولة، هو نتاج نظرة ثاقبة تستند على مقومات حقيقية للمكان والإرث والقيمة التاريخية والتراثية ولإنسان المنطقة قبل ذلك، كان سموه ينظر لكل ذلك ويعرف عن هذه المنطقة الكنز، التي تعاقبت عليها الحضارات الإنسانية والمماليك الشيء الكثير، عندما أبهرت بحقائقها وما تملكه من آثار وقيمة تاريخية وإنسانية ومقومات سياحية ومناظر طبيعية خلاَّبة دهشة وإعجاب أبناء المملكة والخليج قبل أن تُبهر زوارها من سياح العالم بجمالها ومخزونها وقيمتها التاريخية والتراثية كإحدى أقدم الحضارات الإنسانية على وجه الأرض، الدهشة التي بدت على وجوه الحاضرين ليست سوى البداية، فالجميل في العُلا أنَّ الاستثمار والتطوير والأشغال والبناء كل ذلك وأكثر يسير في خطوط متوازية للوصول إلى هدف واحد في موعد مُحدِّد، سيجعل من العُلا الوجهة الأفضل في العالم لناحية برامجها السياحية ومناظرها الخلاَّبة والطبيعية، ولكفاءة وقدرة وتأهيل إنسانها.
وعلى دروب الخير نلتقي.