هدى بنت فهد المعجل
نصرف على (الصحة) ما لا نصرفه على غيرها؛ من متابعة، وحرص، واهتمام..
الصحة البدنية.. النفسية.. الذهنية.. بحيث نكرِّس الجهد والمال طمعاً في صحة أفضل، وسلامة أبقى..
ننشئ المصحات بمختلف مهنها.. ونؤسس الكوادر المهنية المدربة على أرقى مستويات ودرجات التدريب..
نفعل كل ذلك.. وأكثر؛ طمعاً في صحة أفضل.. وسلامة أبقى..
نفعل كل ذلك.. هل تحسباً لأوبئة ستحل بنا، أو أمراض تستجد..؟
أو لأن الأوبئة موجودة.. والأمراض منتشرة..؟ أو لأن العصر الحديث بمصانعه.. بعوادم المصانع، والسيارات.. بمخلفات ترمى في بحره.. وتحذف في صحرائه أوجد أمراضاً وأوبئة حديثة ومتجددة تتطلب البحث في شأنها كي تعرف ويبتكر أو يخترع ويتوصل لها على علاج يقضي على المرض أو يحد من انتشاره وتمدده.. فكيف بأطعمة نصدرها من الخارج ونحصل على وكالة لها في المنطقة ثم نكتشف أنها أطعمة مسرطنة..؟
أين دور قطاع الصحة في التأكد من جودتها وصلاحيتها للتناول البشري..؟ أم أن العلة لا نهتم بها إلا بعد حدوثها ومعاناة المستهلك منها..!!
* * *
بين فترة وأخرى نتلقى على البريد الإلكتروني أو رسائل جوال تحذِّر من أطعمة ما.. ومشروبات معيّنة وأنها تحتوى على مادة مسرطنة.. وأن انتشار السرطان سببه تناول تلك الأطعمة وغيرها.. وهي مما تم الحصول على وكالة تسويقها في المنطقة حديثاً.. أي أنها لم تصنع محلياً..!
وهذا لا ينفي حدوث الشكوى والضرر أو التحذير من تناول أطعمة تم تصنيعها وإنتاجها محلياً..
فأين قطاع مراقبة الجودة والصلاحية من هذه المنتجات سيئة الصنع..؟!
* * *
- حكت لي صديقتي عن مطعم صغير (بوفيه) يعد الوجبات السريعة والساندويتشات من ذلك ساندويتش الشاورما الذي امتاز بلذة لا تقاوم جعل المحل على الدوام مكتظاً بالزبائن.. فجأة وبعد عدة أيام أُقفل المطعم من قبل البلدية والسبب: أن اللحم المعتمد عليه في تجهيز الشاورما لم يكن منتهي الصلاحية.. أو لم يتم إعداده الإعداد الطيب.. بل كان لحم كلاب وقطط..!
فكم فرد تناول لديه، ومنه ساندويتش الشاورما..؟ وهل لهذه اللحوم ضرر على أشخاص لم يعتادوا تناولها.. بعد استثناء من يعتمدون عليها كلحوم يتلذَّذون بها ويفضِّلونها على اللحوم المعدة للاستخدام الآدمي..؟
تصرّف العامل يؤكّد أن المطعم ملكه شخصياً.. وأن خلف العامل، مواطن مستهتر همه الأول والأخير مبلغ يتسلّمه آخر الشهر ثمن كفالته للعامل.. دون أن يدرج ضمن مسؤوليته الأطعمة المقدَّمة ومقدار جودتها وسلامتها..
لذا طالما المواطن لا يحرص على المواطنين أمثاله.. وغير المواطنين.. فهل سنجد لدى العمالة الأجنبية حرصاً نترقبه.. وهل لا تتردد في تناول مختلف أنواع اللحوم المباح أكلها والمحرَّم..؟!
الصحة تاج.. عبارة حفظناها غيباً، وفشلنا في استيعاب معناها جيداً..
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء.. فلماذا لا يرى التاج سوى المرضى..؟!
لماذا ننتظر الصحيح أن يصبح مريضاً حتى يرى التاج ويمنحه قدره ومكانته..؟!
نحارب الفكر ونخشى عليه من مرض نفتعله.. نحد من حرية الثقافة والقراءة والاطلاع.. ولا نتأخر عن توفير وجبة سريعة فتَّاكة.. تفتك بالصحة الجسدية والفكرية..! كم نحن أغبياء.