د.عبدالعزيز الجار الله
لم يفضل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الدخول في التحقيب التاريخي، حقب الدولة السعودية أو التمرحل أثناء رده على سؤال المذيعة التلفزيونية: ما تشهده المملكة من تغيرات جميلة هل نحن بحضرة الدولة السعودية الرابعة؟ فقال سمو ولي العهد: نحن امتداد للدولة السعودية الثالثة. هذه إجابة سريعة ومطابقة للواقع من سمو الأمير محمد مساء يوم الأحد الماضي أثناء تدشينه (رؤية العلا) والإعلان عن خطة المحافظة، وإطلاق محمية شرعان الطبيعية في محافظة العلا. وكما قال سمو ولي العهد: نحن امتداد الدولة السعودية الثالثة. ويتفق الجميع على هذا الرأي لكنا من جانب آخر نحن في السعودية الجديدة أما لماذا؟ فقد حدث تغيرات شبه جذرية في السياسة والاقتصاد والمجتمع والاستثمار، لكنها في مفهوم الحقبة لم تحدث تغيرات شاملة كما هو الحال في الدولتين السعودية الأولى والثانية تغير سياسي جذري انتهت مرحلة وجاءت مرحلة أخرى.
أما لماذا السعودية الجديدة والحديثة فهناك أسباب عدة جعلتنا ننتقل من نمط وأسلوب في إدارة الدولة جعلنا نتحول إلى مهنية وثقافة تختلف عن السنوات القليلة الماضية ومنها:
- الانتقال إلى نظام العمل المؤسسي الشامل والابتعاد عن أداء البيروقراطية الرتيبة والسلبية.
- تنويع مصادر الدخل من النفط المصدر الوحيد، إلى التوسع من استثمار المعادن الصلبة.
- الانتقال من التركيز الاستثماري مع دول آسيا عبر الخليج العربي، إلى جعل البحر الأحمر رابطا مع تجارة أوروبا.
- الانتقال من مدينتين صناعيتين ينبع والجبيل، إلى مناطق صناعية واستثمارية كبرى: الحدود الشمالية والجوف (حوض وبحر الفوسفات)، وتبوك والمدينة المنورة وجازان نفط وسياحة دولية.
- التوسع في إدارة عمل الهيئات العامة كجهاز مستقل عن الوزارات.
- خلق وظائف بمسميات وآليات جديدة تختلف عن الوظائف التقليدية التي تعمل بها الوزارات.
- الانتقال من الثقافة والسياحة المحلية إلى الثقافة والسياحة العالمية.
- تأسيس للصناعات الثقيلة السلاح والفضاء والمنتوجات مدنية.
- التوسع في عمل البدائل والطاقة.
هي تغيرات شاملة قد تدخلنا في حقبة أو مرحلة أو زمن جديدة، لكن ولي العهد أراد أن تكون هذه التحولات ضمن إطار وامتداد هذه الدولة في مرحلتها الثالثة، وبالمقابل يرى بعض الباحثين والمراقبين أننا أمام دولة جديدة بملامح حديثة.