د. محمد عبدالله العوين
هي تحديات قديمة تتجدد؛ تشكل أحيانا مع أنصارها ما يشبه الجبهة المتقاربة في الهدف؛ على الرغم من اختلافها في بعض الاتجاهات الفكرية والسياسية؛ ثلاثي الشر (إيران، تركيا، الإخوان المسلمون).
ومن أبرز ما نواجهه الآن وواثقون بعون الله وتأييده ونصره لقيادتنا وحمايته لبلاد الحرمين الشريفين:
- إيران الخميني إيران «ولاية الفقيه» هذا النظام الشعوبي الكهنوتي حامل الإرث القرمطي، والمندفع نحو تحقيق أحلام الصفويين، والمنتقم لإيران كسرى، الناقم على عمر وسعد بن أبي وقاص والمثنى بن حارثة وسراقة بن مالك، والمحتقن كرها من 13شعبان 15 هجرية تاريخ معركة القادسية الباسلة.
الساسانيون الجدد يصنمون «خامنئي» كما تعبدوا قبله بـ «خميني» لكي يتكون «يزدجرد» جديد وأنا لهم ذلك؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده» وقد مزق الله ملكهم كل ممزق كما دعا رسول الله.
- تركيا؛ ليست اليوم فحسب؛ بل هي تركيا العثمانية التي مدت نفوذها على الشرق العربي كله، وتعاملت مع العرب على أنهم «موالي» وبشراً من الطبقة العاشرة.
والحق أن الأتراك لم يكونوا بلاء على العرب فحسب؛ بل شرا مستطيرا على كل الشعوب التي لم تقبل أياديهم ولم تستجب لشهوة الاستبداد المتأصلة فيهم؛ كالأرمن مثلا وشعوب القارة الأوربية التي وقعت تحت الاستبداد التركي.
لا زال هوس الاستعلاء والاستبداد والسيطرة ساكنا في دماء العثمانيين الجدد، وكأنهم يتأسون بغريزة الإجرام التي كانت تسري في دماء الخليفة العثماني «محمود الثاني» أو مولاهم محمد علي باشا أو ابنه الغر إبراهيم أو جمال باشا السفاح أو فخري باشا.
يحلمون بإمبراطورية عثمانية جديدة؛ وكأنهم لا زالوا يستظلون بظل إرطغرل الغازي أو ابنه عثمان الأول وسلالتهما المتغطرسة.
- جماعة الإخوان المسلمين، نهض فكر الجماعة على مفهوم تدمير سيادة الدول وإلغاء حدودها وطمس هوياتها وتثوير مجتمعاتها وإعلان البيعة لمرشدها الأوحد كـ «ولاية فقيه» سنية لا تختلف عن ولاية فقيه إيران، وكلاهما تتوسلان بالشعارات الدينية للوصول إلى الأهداف الخفية.
- التطرف الديني، وهو بعبع ساكن، وغول متخف، قد يتوارى حين يشعر بالحزم والعزم على استئصاله واجتثاث منابع فكره؛ غير أنه لا يؤمن جانبه أبدا، فما أن يجد فرصة سانحة إلا ويظهر دعاوى التكفير والنفي والوقوف أمام تدفق نهر الحياة.
لقد عطل التطرف مسيرة النهضة زمنا طويلا أو أبطأ تقدمها، وقد آن الأوان لتهميشه إن لم يكن تهشيمه.
- من أعمى عيونهم الحقد كنظام الحمدين، أو من استمرؤوا الخيانة من الموتورين من كل ملة ومذهب وطائفة ممن لا ضمير وطنيا حيا لهم ولا خلاق ولا مبدأ إلا شهوة الحقد أو الانتقام أو التطرف أو المال.
وهؤلاء العملاء دواؤهم الوحيد ألا يعطوا فرصة تجرع الدواء.