عبدالواحد المشيقح
عجز جميع رؤساء وأعضاء لجان الانضباط في كافة اتحادات القدم السابقة.. من إصلاح حال اللجنة.. وتطورها.. وفك رموزها.. وحل شفرتها.. وبسط النظام على الجميع.. وفرض عدم التجاوز على الآخرين بالقول أو الفعل.. هذه حقيقة أثبتتها كُل اللجان التي مرّت على اتحاد القدم.. فجميعها مع الأسف فشلت.. في إقناع الرياضيين بقراراتها.. وإتقان عملها.. ولم تستطع أي من اللجان من بداياتها وحتى يومنا هذا.. أن تُطور نفسها.. وترفع من قُدراتها.. وتصنع شخصية وهيبة لها..!
لجنة الانضباط من أهم لجان اتحاد القدم..فهي المعنية ببسط النظام.. ومُعاقبة المُتجاوزين.. والمُنفلتين.. لكن الغالبية العُظمى يُجمعون على فشلها.. والفشل ليس وليد اليوم.. وإنما من بداياتها.. حيث لم تستطع لجنة الانضباط.. أن تفرض قوتها وهيبتها على الجميع.. وهزت صورتها في أكثر من قرار.. سواء بضعف القرارات.. أو تباينها.. رغم أن اللوائح واضحة وصريحة.. ولا تحتاج لاجتهادات..!
اللوائح لدينا تتأثر بالأجواء.. وتتبدل بتبدل الفرق واللاعبين والإداريين.. وكذلك المواقف.. ولا نحتاج لإيراد حالات أثارت لغطاً كبيراً.. وفتحت أبواباً للتأويلات.. ومآخذ كانت وما زالت حديثاً للناس.. فالشواهد كثيرة والجميع يتذكرها.. فالتفاوت الواضح بالقرارات.. والتركيز على حالات مُعينة.. وغض الطرف عن حالات مُشابهة.. إن لم تكن أكبر فداحة من حيث التجاوز.. كان من أهم الأسباب في إثارة الجماهير.. وعدم الرضا عن اللجنة الحالية وما سبقها من لجان..!
إذا كانت لجنة الانضباط جادة في إصلاح نكسات الماضي.. وعدم ضعف مواقفها.. وجعل الجميع يحترم قراراتها.. ولا تضع نفسها في مواقف مُحرجة.. ولا تُسجل فشلاً جديداً.. فالطريق سالكة أمامها.. فهي مُهمة ليست صعبة.. ولا تحتاج لكثير من العناء نحو تحقيق النجاح.. عليها أن تكون جميع أمورها شفافة وواضحة بدلاً من ظهور القوة هُنا وغيابها هُناك.. عليها أن لا تتفاوت قراراتها بين هذا وذاك.. ولا تُفرّق بين اسم ناد وآخر ولا بين لاعب ولاعب هذا أولاً.. وثانياً هي تستند على أنظمة ولوائح واضحة وصريحة.. فالمطلوب تطبيقها بصرامة.. والعقوبات يجب أن تقع على رؤوس الجميع دون استثناء لأحد..!
لجنة الانضباط يُفترض أن لا تخشى أحداً.. فعليها أن تنظر للحالات بمنظار اللوائح والأنظمة.. ودون مُوارة لأحد.. وأخذ العبرة والدروس من التجارب الماضية.. والحل الأخير في جعل الرياضيين يحترمون اللجنة ويثقون بها وبقراراتها هو القوة.. والقوة لا تتحقق سوى بتطبيق الإجراءات الصارمة.. وإصدار العقوبات.. التي تستند على لوائح وأنظمة صريحة.. يتم تطبيقها بالمساواة.. دون اجتهادات.. وتفسيرات خاطئة.. تجعلنا في مواقف ضعيفة ومُحرجة..!