علي الصحن
الأخطاء في كرة القدم جزء من اللعبة، لا يمكن أن تمر مباراة دون أن يكون هناك أخطاء، يخطئ اللاعب ويخطئ الحكم، في كل المنافسات هناك أحداث يدور حولها النقاش والجدل، وما من فريق لم يتعرض أو يتضرر من الخطأ، لكن القوي هو من يتجاوز كل الأخطاء ويكون قادرا على الوقوف على قدميه، وعدم الوقوف عند نقطة معينة، وتصوير أنه المتضررالوحيد، والعيش دوامة لا يكون قادراً على الخروج منها ولو بعد حين!!
سنين طويلة ونحن نسمع من يدعي المظلومية ويؤكد أنه مستهدف من اللجان، تغير رؤساء الاتحاد وتغيرت اللجان، ذهبت لجان وجاءت لجان واستحدثت أنظمة، ومازالوا يؤكدون أنهم مستهدفون ومظلومون، ومازالت اللغة بعد كل هذه السنوات الطويلة هي نفسها، دون أن يحددوا من استهدفهم، ولماذا يفعل ذلك، حتى انتقلت تلك اللغة من جيل إلى جيل وبقيت الثقافة هي نفسها لم تغيرها السنوات الطوال.
سنوات طويلة وهناك من يشكك في كل شيء ويقلل من منافسيه، والمنافسون ماضون في حال سبيلهم يحققون الإنجازات، وينشرون الفرح لا لشيء ولكن لأنهم لا ينظرون إلى الخلف بل ينظرون إلى البعيد، وإلى هدف يسعون إلى الوصول إليه، ولا يرضيهم غير الاستمرار فيه!!
عندما تقلب أوراق الماضي، وتبحث في ملفات الأخطاء القديمة ستجد أن من يدعون عليه أنه المستفيد من الأخطاء قد تضرر هو الآخر، وأن كل المحايدين المنصفين يؤكدون أن حقوقاً كانت له قد ضاعت بسبب خطأ أو اجتهاد أو قرار لم يكن في محله، وستجد أن من يدعي المظلومية ولا يكف عن الشكوى قد استفاد من أخطاء لم تحصل لغيره وأنه قد تحصل على قرارات قد منحته ما كان منافسوه أحق به... احتج المنافسون يومها، ثم انصرفوا يصلحون أحوالهم ويعالجون مشاكلهم، ولم يتوقفوا عند نقطة في منتصف السطر!!
في ملاعبنا.. هناك من يؤكد لسنوات طوال أن فريقاً بعينه هو المستفيد من أخطاء الحكام، ويطالبون بحكام أجانب، وعندما حضر الحكم الأجنبي قالوا ما قالوه سابقاً، لم تتغير اللهجة حتى ونخبة من أفضل حكام العالم يشاركون في إدارة منافستنا!! وهؤلاء لم تعجبهم حتى التقنية المعتمدة فنالوا منها وقللوا من قيمتها، رغم أن جميع الفرق في عدالتها سواء، ولم يوجد فريق لم يخسر أو يكسب بسبب عدالتها وإنصافها، فسمعنا وقرأنا عن آراء عجيبة لا تمت إلى قانون كرة القدم بصلة.
في كرة القدم المنافسة ستكون داخل الملعب ولو حاول بعضهم نقلها إلى خارجه، القوي سيظل قوياً لأنه يشتغل على نفسه ويعمل على تطويرها ولم يتوقف عند نقطة معينة، ولم يدخل أنصاره في نفق ليس له أول ولا آخر!!
وفي كل مجالات الحياة.. لن يذهب من يتوقع أن الجميع ضده بعيداً، وأن همهم سقوطه، وسيظل يراوح مكانه، وسيسبقه الآخرون إلى حيث يريدون.
هنا.. تعمدت ألا أذكر أمثلة من الواقع، فالكتاب مفتوح وكلٌ يقرأه كيف شاء، ووسائل التواصل تضج بكل شيء، وتعمدت أيضاً ألا أذكر أسماء بعينها.. فكل قارئ يقرأ مع الزاوية التي يريد، ويقارن كيف يريد، ويحكم بطريقته الخاصة.