من إصدارات (مؤسسة الانتشار العربي) ببيروت 2015م
تأليف: حمد حميد الرشيدي، رواية تقع في (502) صفحة
من القطع المتوسط على (18) فصلاً.
يمثل الكتاب الجانب الاجتماعي الذي ظهر لنا في حياة بطلها أثناء ابتعاثه للدراسات العُليا في القاهرة.
والجانب الأدبي يتمثل لنا في الإشارة إلى أبيات شعرية مناسبة لأحداث القصة,
أما الجانب التاريخي فقد تمثل في ذكر المواقف المشابهة خصوصا, وإعادة قراءة التاريخ العربي عمومًا.
وهناك أيضًا الجانب السياسي المتمثل في جذور بعض الوقائع التاريخية وامتدادها في الزمن القديم والحديث.
ويأتي العنوان جذباً واستغراباً وتساؤلات تستحث فضول القارئ وتعبر
عن محتوى العمل, وهذا ذكاء يحسب للمؤلف:
«تعرفت في الحرم الجامعي إلى عدد مِن الزملاء والطلاب من مصريين وجنسيات عربية أخرى كعادة الطلاب العرب والخليجيين بالذات حين يلتقون معًا للدراسة في الخارج بعيدًا عن بلدانهم.
وكان أهم أولئك (عائشة دوريش)مصرية، و(ياسين الجربي) تونسي، وهما معي فيقسم اللغة الإنكليزية نفسه, و(سعيد سمكري) سعودي من مدينة (جدة) يدرس (آداب اللغة العربية), و(إبراهيم الخولاني يمني تخصص بدراسة (الجغرافيا و(عبدالوهاب)....,و....., و»).الرواية: ص64
«أصبَحَ الصَّارِمُ (اليماني) بكفي
مِرْودًا في يَدَيْ فتاةٍ غَريرَة».(من قصيدة للشاعر اليمني الكبير/عبدالله البردوني).
« وأنت؟ ألم تِنِتِه بعد من إعداد رسالتك؟»
لقد قصد -فعلاً- بقوله: الصارم اليماني (بعثته للحصول على درجة الماجستير), وبقوله: فتاة غريرة, يقصد (ليلى)».! «الرواية: ص326
كما يتناول الكاتب تعريف المشاعر, وهي تجربة واعية تتميز بالنشاط العقلي الشديد، وبدرجة معينة من المتعة أو المعاناة.
(حقائق تاريخية نقلها الكاتب عن الموسوعة العالمية الويكيبيديا).
ومثل هذا نجده في مشاعر (إبراهيم وليلى) وبنشأة حبهما وقصته, وهل سوف يشتعل هذا الحب ويضيء لهما حياتهما؟ أم أنه شعلة احتراق تنتهي إلى الرماد؟
الطالب شاكر القيسي: بطل الرواية, هو ذلك الشاب البدوي المتحضر من إحدى القبائل العربية التي سكنت في منطقة الرياض, المبتعث إلى القاهرة؛ لدراسة ماجستير اللغة الإنكليزية, يقارن بين حياتين: حياة العاصمة (الرياض) ومجتمعها, وعاداتهم وفكرهم من جهة وحياة العاصمة (القاهرة) ومجتمعها وعاداتهم وفكرهم من جهة أخرى.
سُردت الرواية بصوت الراوي العليم. وتحتوي على تفاصيل كثيرة بالسرد الطويل الشائق نفسه.
وقد تمتع الأسلوب ولغته بالوصف الدقيق للمكان و الزمان والشخصيات.
عمق في التحليل بحسب خلفية و تخصص الكاتب العملي.
ذكر أخبار القدماء, مثل: امرئ القيس والأعشى وليلى العامرية وغيرهم.
انتقى أعذب القوافي من تراثنا الشعري.
أبدع في السرد كما هو مبدع في الشعر والنقد.
** **
- محمد ابن زعير