القلق حالة مزعجة، تشبه رفيق السفر الثرثار، ذلك الذي لا ينفك يثرثر بجوارك بكمية لا تنتهي من الأسئلة، وهذا هو أقسى عيوبه، فهو لا يسهب في الحديث ويتركك تبحر في ملكوتك الخاص وتغفل عنه وتتناساه، بل يستمر في سكب الأسئلة في أذنك من مسافة قريبة تجعلك تشعر بقشعريرة مزعجة. القلق يمثل بداخلك الحالة نفسها تمامًا، فهو لا يتوقف عن طرح الأفكار والتساؤلات بداخلك بطريقة لا تسمح لك بالركون والشعور بالهدوء والدعة، وهو أيضًا لا يسمح لك بالتفكير والبحث عن إجابات للأسئلة التي يطرحها، إنما يقاطعك في كل مرة بسؤال جديد وتساؤل أصعب. لا أعرف علاجًا ناجعًا للقلق أو بالأحرى علاجًا لكل أنواع القلق يفيد كل الذين يعانون منه، فلكل شخص علاجه الذي يؤتي نتيجته المرجوة، لكني أدعوك للبحث دائمًا عن مصدر هذه الحالة ومعالجتها من جذورها بطريقة حاسمة. استطعت أن أحصل على قدر لا بأس به من الراحة حين بدأت بإغلاق الملفات القابلة للحسم وحذف الملفات التي لا أملك لها الحلول. جرِّب أن تجعل مشاريع متتابعة بدلاً من أن تجعلها متوازية، فهذا يمنحك مساحة أكبر للاسترخاء ونتيجة أكثر فعالية في الأداء. عالم النفس أوتو رانك يرى أن القلق حالة وجودية لدى المبدع نتيجة لبحثه عن التميز والإبداع، وهذه الفكرة إن صحت أحيانًا إلا أنها يجب ألا تقولب جميع المبدعين بداخلها.
** **
- فهد الشهري