تزداد أهمية المجلة الثقافية، التي تصدر عن صحيفة الجزيرة في تبني النشاط الثقافي -عامًا بعد عام-؛ لتكون دلالة على أصالة الثقافة السعودية، وعمق تجربتها الثرية، وتطورها، واستفادتها من جميع التجارب، والمنجزات الإنسانية، -إضافة- إلى تصنيفها كمنارة إشعاع -ثقافي وعلمي وفني-، ساهم في إبراز الحراك -الفكري والثقافي والأدبي-، الذي تشهده المملكة، ورفد الساحة الثقافية بأجيال جديدة من الأدباء، والمثقفين.
الثقافية الجزيرة طمحت لأن تشكل تنويعًا آخر لصيغ الاحتفال بالإبداع -الأدبي والفني-؛ للارتقاء بالذائقة الجمالية، ومناسبة لالتقاء الروافد الثقافية؛ من أجل تفعيل العمل بمنهجية، ووفق رؤية تحقيق الأهداف المرجوة؛ لتلبي تطلعات الوسط الثقافي برؤية حديثة واعية، ومتزنة، عملت على توطيد قيم العرفان، والاحتفاء بالتجارب -الفنية والإبداعية-؛ للتعبير عن الانتماء، والهوية، وللإفصاح عن المشاعر، والشعائر. اتسعت دائرة اهتمامها من حيث نوعية المادة المقدمة، وأهمية الشخصيات المشاركة، التي أنجزت -خلال ستة عشر عامًا- مادة تراكمية، ساهمت في خدمة الثقافة؛ ولتبقى على المدى البعيد منتجًا حيًّا، تسهم المجلة في إنجازه. كما يمكن استثماره، والاستفادة منه في تسجيل حضور دائم للمجلة على المستوى -المحلي والعربي والدولي-، والدفع برموزه إلى واجهة المخيلة الإبداعية؛ ليكون في متناول المبدعين خيارات من موروثاتهم الثقافية، وبألوان -الفن والأدب-.
ثراء حافل بالتكريم؛ كونها خير من تبوح لنا، وخير من نثق في مضامينها، وباعتبارها واحدة من أرقى سبل التعبير، وأكثرها إبداعًا للتلاقي، والتواصل؛ إذ تمكنت في ضوء الإمكانات المتاحة من فرض -ذاتها- كما، واحتفظت بكثير من التأثير، وتشكيل الثقافة العميقة؛ فلامست الواقع، وحلقت في أغصانه طيور الأدب، والثقافة؛ لتملأ آفاقنا شعرًا، وسردًا، وفنا؛ فكانت الرسالة أوضح، وأعمق، أعطت صورًا حية عن الإنجاز بكل معانيه -الثقافية والأدبية والفنية-.
إن جاز لي أن أختم بشيء، فهو تقديم الشكر -للدكتور- إبراهيم التركي على فكره الواعي المستنير، الذي ينسجم -بلا مبالغة- مع القيم الإنسانية العليا، وعلى نشاطه المتواصل، وجهده الملحوظ في إبراز المجلة، وإضاءاته المتميزة، والتي سبر بها أغوار الأدب، والثقافة. فهو صاحب الفضل، واليد البيضاء الطافحة بالكرم، والعطاء، ووفائه، وعطائه، وكلمته الطيبة، ذات الأصل الثابت في الأرض، والفرع المورق في السماء.
** **
- سعد بن عبد القادر القويعي
drsasq@gmail.cm