د. حسن بن فهد الهويمل
تلقيت من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم إهداء قيمًا؛ تربطني بموضوعه عدة روابط.
وتشدني إلى الزاوية التي التقطها ببراعة عدة رغبات.
كان الموضوع (الملك عبد العزيز).
وكانت الزاوية التي التقطها تتمثل بجمع الكلمة، وتوحيد الصف، والقضاء على الفرقة.
والمؤسس حين نهض لاستعادة ملك آبائه وأجداده طرح نفسه بضوابط حضارية تهفو إليها النفوس الزكية.
لقد نحا عن طريق لززه: القبلية، والمذهبية وربط حبالة بـ(السلفية) مستبطنا قول المصطفى: (ماأنا عليه وأصحابي).
ومن خلال هذه البوابة المشرعة تهافت عليه الوجلون، فكان النصر والتمكين.
سمو الأمير التقط تلك المفردة ببراعة الباحث؛ ودقة المصور، وحرر مسائلها، وأصل معارفها.
الكتاب صغير الحجم؛ ولكنه جم الفوائد؛ تناول سمو الأمير إقدام الملك عبد العزيز على جمع المسلمين على إمام واحد في الصلاة بالحرم. وكان من قبل لكل مذهب إمام.
هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر تلقاها العلماء؛ والعامة بالقبول الحسن. ثقة بالملك؛ ونصرة للحق.
وكانت حلقة مضيئة في سلسلة الإصلاحات التي بادرها -رحمه الله- وكانت غايته منها جمع الكلمة؛ وتوحيد الصف، والهدف.
لقد أدرك العلماء نظرته الثاقبة؛ وبعد نظره، وحرصه على بناء كيان قوي متماسك فأطاعوه.
ولم تكن تلك المبادرة المتميزة واحدة في سلسلة مبادراته. لقد فاض معينه بالمبادرات المبهرة.
ومن ثم شكل من خلالها مدرسة أخلاقية، وعملية تعقبها الساسة؛ والمفكرون؛ وعلماء الشريعة؛ والأصول؛ والنفس؛ والاجتماع.
وسمو الأمير واحد من أولئك أثارت إعجابه تلك المبادرة المبكرة الذكية فاستلها من سياقها السيري؛ ليطرحها وثيقة تفوق وتألق.
ما نحمده لسمو الأمير عيشه في تلك الظلال؛ واغترافه غرفة من بحر منجزات المؤسس المتميزة؛ وقديما قيل:
(قل لي ماذا تقرأ؛ أقل لك من أنت).
إن مقاربة سيرة (الملك عبد العزيز) والعيش في ظلالها مبعث الاطمئنان لأن مقاربته تثقيف؛ وتهذيب للنفس؛ وتقويم للسيرة وتسديد للعمل.
وذلك ما لمسناه في سيرة الأمير.
شكرُا سمو الأمير على هذا الإنجاز القيم؛ وشكرًا على هذا الإهداء الثمين.
ومزيدًا من الإضافات القولية، والعملية الاستثنائية.