فيصل أكرم
في مطلع الخمسينْ
أدركتُ أني عشتُ ألفاً من سنينْ
وقطعتُ ألفاً من مشاوير التنكُّر والحنينْ
في مطلع الخمسين، أعرفُ
كم سكنتُ بلا مكانْ
واللهِ أعرفُ، كم سُجنتُ ولم يكن
إلاّ بداخل قلبيَ السجّانْ
في مطلع الخمسين، فيَّ
بكلّ ما قد كنتُ معتزاً بهِ
وبكلّ ما قد كان في عزٍّ لديَّ
الآن حلَّتْ لعنتي..
ودنتْ إهانةُ رحلتي في صفعةٍ
كم ذا سأعرفُ مثلها تدنو على خديَّ
إني قد تعبتُ
ولن أكابرَ مثلَ أمسٍ قائلاً
سأموتُ من هذا التعبْ!
أبداً
أنا
وحدي تعبتُ من التأبُّدِ والأناةِ
تعبتُ، يا اللهُ، تدري..
كلّما الموتُ اقتربْ
أسلمتُ وجهيَ للترابِ بكلِّ شوقٍ
منذ أزمنةٍ ولا ليَ غيرهُ كفواً طَلَبْ.
في مطلع الخمسين، يا ربَّ من عاشوا، وربَّ الميّتينْ
لا تختبرْني قبلَ موتٍ
كنتُ ذاكرتُ الدروسَ لأجلهِ
حتى أكونَ كما ضميريَ قد أحَبْ.