د.عبدالعزيز الجار الله
يدفعك التقصي وإرهاف الحس لصوت المتحدث وبخاص ممن يغوصون في تفاصيل التاريخ والجغرافيا، أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر أثناء تدشين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء يوم الأربعاء الماضي حفل تدشين وإطلاق مشروعات الرياض التنموية بحضور سمو ولي العهد محمد بن سلمان، حيث دشن الملك سلمان ووضع حجر الأساس عدد 1281 مشروعاً تجاوزت كلفتها 82 مليار ريال تغطي قطاعات التنمية بمنطقة الرياض، قال سمو الأمير فيصل بكلمته: نفخر بإمارة منطقة الرياض بتشريفكم لنا في لفتة أبوية كريمة وزيارة تاريخية في مكان ليس بغريب عليكم فأنتم رعاكم الله تعرفونه ويعرفكم، في علاقة عشق للمكان والزمان وقصة وطن. وقال أيضاً: الزيارة الميمونة لها بالغ الأثر وأقوى الدافع، لتظل الرياض كما يريدها سلمان بن عبدالعزيز أن تكون. انتهت كلمة سموه، وبالواقع أن الأمير فيصل يتحدث عن فترة 1374 حتى 1332هـ ستة عقود من من العطاء في إمارة الرياض ويتحدث بما هو أبعد من الرياض.
الملك سلمان يعدّ ذاكرة التاريخ السعودي منذ أن تأسست السعودية الأولى عام 1744م، وهو الذي يعرف جيداً الأطلس الجغرافي للدولة السعودية لأنه من الجيل الذي ساهم في بناء هذه الدولة الثالثة بتوفيق الله، فالملك سلمان حفظه الله يعرف قصر الحكم والرياض العاصمة والمنطقة ويعرف أقاليم السعودية وجغرافية أرضها، ويعرف بعزم وقوة الله أن الرياض ستظل بإذن الله كما يريدها سلمان أن تكون، وأن المملكة كسرت ظهر الطامعين عندما تحرك الملك سلمان جنوباً لدحر إيران بأن لا تقيم دولة حوثية إيرانية في اليمن وتسيطر على جميع مفاصل اليمن، أو تحول جبال صعدة وصنعاء وساحل الحديدة إلى جيوب لحزب الله فرع اليمن، والجماعة الحوثية، والتطرف المذهبي الشيعي، وهذه مسؤولية تاريخية سعودية في بقاء استقلالية اليمن، وأن لا تتعدى إيران على بحر العرب اليمني وخليج عدن اليمني وشواطئ البحر الأحمر اليمنية، وأن تبقى السيادة يمنية عربية لا فارسية.
الملك سلمان قائد تاريخي، أراد الله أن يأتي في أصعب مرحلة سياسية ليقف سداً منيعاً ضد أطماع إيران التي تريد أن تطوق السعودية ودول الخليج من: الجنوب الغربي شواطئ البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، ومن الجنوب اليمن وبحر العرب، ومن الشرق بحر عمان ومضيق هرمز وقطر، ومن الشمال العراق وسورية وغزة فلسطين ولبنان.