إسلام أباد - علي سالم:
استعرض المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال آصف غفور الصعوبات التي تواجهها باكستان بشكل عام والجيش الباكستاني بشكل خاص. كما تناول خلال لقائه بالوفد الإعلامي الاستباقي السعودي أهمية المملكة وسبل تطوير التعاون معها والأهداف القائمة على ذلك.
كما أوضح المتحدث خطط باكستان لإيقاف انتقال الإرهابيين من أفغانستان لباكستان من خلال إقامة حاجز حدودي على الحدود الأفغانية - الباكستانية بطول (2600) كيلو متر.
وأضاف غفور أننا سنتحد مع السعودية في الاستمرار على محاربة الإرهاب وأبدى سعادة باكستان بما تشهده السعودية من تطور وتحديث بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان -حفظهما الله-، وقال آصف غفور «نحن متأكدون أن المملكة ستخطو خطوات في طريق التقدم والتنمية في ظل قيادة حكيمة»، مؤكدًا على وجود تعاون دائم مع باكستان في التعامل مع التهديدات الموجهة ضد السعودية، فالإرهابيون اختطفوا الإسلام وقاموا بتشويه سمعته على الرغم من أن الدين الإسلامي دين وسطية واعتدال وتسامح، وأحد منطلقات ومبدأ المؤسسة العسكرية هي الدفاع المتبادل والتعاون في الخبرات مع السعودية في مواجهة التحديات والتهديدات من أي طرف كان.
وعن الأمن والسلام في باكستان فقد أكد المتحدث أن معظم دول العالم لديها مصالح في باكستان ويهمها أن تبقى دائمًا في أمن وسلم دائمين، ولكن باكستان لديها حدود مشتركة مع أفغانستان مثلاً وهذا قد يؤثر في أمنها ولو بشكل جزئي بسبب هروب الإرهابيين من وإلى أفغانستان عبر الحدود المشتركة، لذا فقد قرر الجيش أن يقيم حاجزًا على الحدود الأفغانية بطول 2600 كم، وسيتم زيادة عدد القوات الباكستانية وسنعمل على تنظيف المنطقة الحدودية، لأنه لن يسمح بأي حال من الأحوال لأي قوى خارجية بتخريب جهود السلام الجارية أو التدخل وعلى من يحاول تخريب تلك الجهود أن يفهم أنه لن يكون هناك سلام في أفغانستان أو المنطقة في حال فشل المفاوضات، كما أكد السيد آصف معرفته بتخطيط الأطراف الخارجية لتخريب محادثات السلام الجارية بين الفرقاء في أفغانستان، مؤكدًا في الوقت ذاته عدم وجود أي بنية تحتية لأي تنظيم إرهابي على الإطلاق في باكستان، لذا باكستان دائمًا تسعى إلى توحيد الصفوف في أفغانستان لتقوية العملية السياسية وإجهاض الإرهاب لأن ذلك سيعود على أمن متبادل مع باكستان.
وأضاف أن الإرهاب لم يصنع في باكستان بل في الخارج وباكستان تدفع ثمن حروب لم يكن لها فيها يد وهي الوحيدة التي تمكنت من هزيمة الإرهاب، ونعمل على تقوية الحدود الشرقية منع أي اختراقات إرهابية.
إلى جانب ذلك فقد قدم المتحدث باسم الجيش الباكستاني شكره للمملكة لمساهمتها في جهود السلام المبذولة لتحقيق السلام في باكستان وما تقدمه من أجل إعادة الإعمار، وما تقدمه المملكة من مساعدات إِنسانية بعد كل حادثة سواء من الكوارث الطبيعية أو العمليات الإرهابية.
وعن قوة الترابط بين المؤسسات العسكرية السعودية والباكستانية فقد أكد آصف وجود التعاون المشترك في الاستشارات والتدريب العسكري ويوجد عدد كبير من ضباط وضباط صف يتلقون تدريباتهم في باكستان والمجال مفتوح لانضمام أي عدد من القوات.
وأضاف المتحدث أن العلاقات السعودية - الباكستانية إستراتيجية والمؤسسة العسكرية الباكستانية لديها علاقات وثيقة مع السعودية وكذلك الدول المجاورة ولديها علاقات وتحاول الاستفادة من هذه العلاقات الجيدة مع الطرفين لإيجاد حلول للخلافات القائمة بين البلدين لن يتم أي تنازل عن العلاقة التي تربط باكستان والسعودية التي تم بناؤها على مدار 50 عامًا، وقال آصف «لن نسمح بمساس أمن واستقرار السعودية وذلك لوجود اتفاقية دفاعية بين البلدين، إضافة إلى وجود الحرمين الشريفين ومواقف السعودية المشرفة مع باكستان على مر الوقت ومع مختلف الحكومات التي تعاقبت على باكستان وآخرها حزمة المساعدات والودائع التي قدمها الملك سلمان وولي عهده الأمين إلى باكستان».
اما فيما يتعلق بالترابط ما بين داعش في سوريا وداعش أفغانستان وارتباطهما بطالبان فقد أكد المتحدث أن داعش في سوريا يختلف عن أفغانستان وأن الهدف من العملية السلمية التي تدعمها باكستان لإيجاد توافق بين القوى السياسية بما فيها طالبان سوف يضعف داعش، فبمجرد انخراط طالبان في عملية سياسية وحياة سليمة وتكون جماعات فعالة في المجتمع من خلال الانخراط في انتخابات وصندوق اقتراع هو الذي يخدم الطرفين سواء القوى السياسية والشعب من جهة أو جماعات طالبان من جهة أخرى، حيث إن الحكم سيكون لصندوق الاقتراع.