حسن غالب
في الرياض الغالية عاصمة القرار العربي سعدت قبل فترة بحضور ندوة ضمن حوار الجنادرية كانت بعنوان: «مستقبل اليمن الإنسان والتنمية». وابتداءً لن أكتب ملخصًا لما دار في اللقاء وإنما سأكتب الانفعالات النفسية لمواطن يمني يرى بأم عينيه جهودًا جبارة تبذل بسخاء على مشروعات التنمية في اليمن يتبناها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الذي يشرف عليه الوجه السعودي المشرق والمثابر معالي السفير محمد آل جابر سفير خادم الحرمين الشريفين في الجمهورية اليمنية.
في الحقيقة مؤمن أنا بأن اليمن يجب أن يبقى دائمًا وأبدًا ضمن عمقه العربي وأساس هذا العمق المملكة العربية السعودية، هذا يقين وانتماء لعروبتي أتبناه وأدافع عنه قبل الأحداث وبعدها، وقبل الاختطاف الأخير من مليشيات الحوثي لبلدي وبعده، وخلال إقامتي في المملكة العربية السعودية البلد الذي يحبه اليمنيون كثيرًا تعزز لديَّ هذا اليقين بشكل كبير.
عودًا لندوة «مستقبل اليمن الإنسان والتنمية» التي شرفت كثيرًا بحضورها وأذهلني الجهد الكبير الذي يقوم به البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن وحجم إنفاق المملكة بسخاء على مشاريع التنمية والإعمار في بلدي، رغم زعمي بأنني متابع جيد لمشروعات البرنامج إلا أن تلك الندوة أثارت في نفسي شوقًا للبحث في تفاصيل ما يقدمه البرنامج السعودي لليمن، فزاد ذهولي لتلك الأرقام المرصودة للمشاريع سواءً على المستوى المادي أو على صعيد الإنجازات في المحافظات المحررة.
من رفع كفاءة البنية التحتية للتعليم واستحداث منافذ تعليمية جديدة إلى إعادة تأهيل المستشفيات ورفدها بالمواد والأجهزة الطبية اللازمة لجعلها تؤدي مهامها بشكل أفضل، مرورًا برصف وترميم الطرق وشق أخرى جديدة لتعزيز شبكة النقل داخل البلاد، والكثير من المنجزات الماثلة للعيان والتي تحكي عن كرم الجيران وتواجدهم معنا في الصعوبات وإصرارهم على تأسيس حياة كريمة لأطفال بلدي ومواطنية، ووجدتُ نفسي أردد: شكرًا لمملكة الخير والإنسانية لملكها وحكومتها وشعبها الكريم الشهم، شكرًا لسفير الإخاء والتنمية والإعمار.
وبين يديك عزيزي القارئ أستعرض نماذج بسيطة لآخر المشروعات الحيوية الكبيرة التي نفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، فمنها على سبيل المثال لا الحصر: إيفاد فرق وخبرات ميدانية إلى طريق العبر - مأرب ليتم إعادة تأهيله وتجديده بطول 250 كيلو متر. وتجدر هنا الإشارة إلى أن اليمنيين يسمون هذا الطريق طريق الموت نظرًا لكونه لم يعد طريقًا آمنًا ولا صالحًا للسفر بل أصبح المشي فيه أشبه بمغامرة صعبة نتيجة لتهالكه وكثرة الحفر فيه. وبهذا ينوي السعوديون تأهليه ليصبح طريقًا للحياة يعبره اليمنيون متجهين إلى المملكة للحج والعمرة والدراسة والعمل وتوفير فرص الحياة الكريمة لأسرهم وأقاربهم.
وفي قطاع النقل قام البرنامج أيضًا بتأهيل طريق حيوي مهم لليمنيين وهو طريق قعطبة - الضالع الذي تمر منه شاحنات الإغاثة والبضائع القادمة من ميناء عدن ذاهبة إلى كل اليمن.
من تلك النماذج أيضًا ما قام به البرنامج بتوزيع المناهج الدراسية بواقع 192 ألف كتاب للصفوف الأولى مستهدفين بذلك رفع كفاءة أطفالنا وتمكينهم من امتلاك الكتاب المدرسي، ومن يعرف اليمن يدرك أزمة الكتب هذه التي يعاني منها الطلاب اليمنيون في كل المراحل، وبذلك يسجل البرنامج يدًا بيضاء جديدة، وفي السياق ذاته عمل البرنامج على صب أساسات مدرسة في سقطرى لتحتوي على 12 فصلاً دراسيًا تخدم أبناء الجزيرة الجميلة وتسهم في تنميتها وتعليم أبنائها.
نموذج حيوي آخر للبرنامج وهو تقديم منح المشتقات النفطية لتشغيل واستدامة المولدات الكهربائية لتغطي الكثير من المحافظات اليمنية، وبذلك يشعل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الضوء في بيوت اليمنيين ويوفر احتياجاتهم الضرورية بحب وسخاء كبيرين.
المنشآت التعلمية والزراعة وتسهيل هجرة اليمنيين إلى مملكة الإنسانية للعمل والدراسة وتأهيل البنية التحتية في كل المجالات. كل هذا العطاء التنموي الشامل تقدمه المملكة العربية السعودية لليمن مستهدفة بذلك استقراره وبناء دولته وتعميق أواصر الأخوة والجوار المشترك بين البلدين. وما سبق من نماذج ليست سوى أمثال صغيرة من المنجزات التنموية التي يقوم بها البرنامج في اليمن.
ختامًا يجب علينا جميعًا أن نعي... أن اليمن وأمنه واستقراره وتنميته وازدهاره هو هدف سعودي معلن، نرى على الأرض نتائجه العظيمة، فلا خوف على اليمن ولا قلق ما دامت شقيقته الكبرى إلى جواره في السراء والضراء وطالما كانت وجهتنا دائمًا عاصمة القرار العربي الرياض.