د.عبدالعزيز الجار الله
قد يكون من المناسب أن تحتفل بلادنا بمرور 100 عام (مئوية) على دعوة المستثمرين الأجانب للاستثمار في الثروات البترولية والمعدنية في المملكة في عام 1341هـ - 1923م بعد توقف الحرب العالمية الأولى بحوالي (5) سنوات، وإن كانت هذه البداية لم تتوصل فيها جهود الشركات إلى أي نتائج إيجابية، وفِي عام 1351هـ -1932م منحت المملكة امتيازا للتنقيب عن النفط لشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا سوكال سابقاً شيفرون حالياً وبعد أشهر من التنقيب في جبل الظهران ظهر النفط، وفِي عام 1357 هـ- 1938م ظهر النفط بكميات تجارية من خلال بئر الدمام 7 ودشنت أول شحنة بترول سعودي كشحنة تجارية 1358هـ - 1939م. المزيد من المعلومات ( موسوعة المملكة العربية السعودية، المجلد الرابع، ص: 425).
هذه هي حكاية مئوية مرور 100 عام لاستثمار النفط 1341- 1440هـ حيث تعد مفخرة لعمل دولتنا مرت بالمسح والتنقيب والمحاولات الفاشلة والناجحة للحصول على النفط الذي غير بحمد الله وتوفيقه وجه بلادنا الحضاري والاستثماري، ونقلنا من دولة تعيش على الجمارك والدخل الشحيح إلى دولة تعد من كبار اقتصاديات العالم ومن أهم وأكبر الدول المصدرة للنفط.
مئوية النفط والبترول والمعادن والغاز السعودي سوف تظهر للعالم حجم الرحلة التاريخية الطويلة والأيام الصعبة التي مرت بها المحاولات والجهد والصبر وتكشف عن القيادات التي عملت وكانت معلقة بالله وفي هذا الخام الذي سينقل هذه الصحراء اليابسة وهذا الشعب الذي يعيش على مواسم الحج،والصيد البري والبحري التقليدي، والزراعة الموسمية والبعلية، وتجارة القوافل، ومراعي سهوب الأرض التي تعيش على الأمطار الحولية التي قد تحضر وقد لا تحضر.
مثل هذه المناسبة التاريخية يمكن توظيفها إعلامياً وإدارياً وثقافياً في الداخل والخارج لإبراز تطور المملكة التي تستعد للدخول في مرحلة حضارية خصبة متعددة المصادر رؤية السعودية الجديدة 2030 وحصاد برامج التحول الوطني.