د. خيرية السقاف
من أهم أسس نجاح القائد أن يتحلَّى بسعة الصبر مع العزم في تنفيذ خططه، وأن يقوى على التغاضي عن المعرقلين لمسيرته، ويعنى بالتمكين لعتاده، ولا يعبأ بالناعقين حوله بسكوته عن غوغائهم، مع العمل على قلب منصات أبواقهم عليهم، يكون متفائلاً، مجتهداً، نشطاً، واثقاً من بطانته، هذا النمط من القادة نادرون، لكنه بيننا، نجده في كل يوم عابراً بموقع في خريطة رؤيته، منفذاً لبنودها، محققاً لمفرداتها، صابراً على الأذى، ملجماً للأبواق، ماضياً دون التفات للمغرضين المنتشرين كذرات الرمال، فهدفه كبير، ورسالته تأريخية، ودوره يمتد ليكون أبعد من حدود أرضه، إلى أمته العربية المسلمة..
ولعلنا، والعالم أجمع نشهد خطواته، ونلمس آثار مساره، من شمال البلاد لجنوبها، ومن شرقها لغربها، وداخل أنسجة مكوناتها، وبين عناصرها البشرية، وفئاتها العمرية، ومجالاتها العملية، في أهدافها الموضوعة، نحو غاياتها المأمولة، في ضخها بالأمل، وأخذها للعمل، وتوفير الخامات لها، وبث الروح فيها، وإشراع المضامير أمامها، وتواصل القافلة مضيها، تشق به عنان الفضاء من أوربا، وأفريقيا، إلى آسيا، حيث تعقد الصفقات، وتبرم الاتفاقات، وتضخ الأموال لتمكين التعاون، والتبادل، والاستثمار، والتصنيع، والتجنيد، والإمداد، والتعليم، وتبادل الخبرات.. لتحقيق أبعاد رؤية هدفها أمة شرق أوسطية تشرق من الرياض قمتها، ومبعث اطمئنانها، ومصدر ثقتها، وعمود قوتها..
لعل هذا هو شعور كل من يتابع ما يصنعه لهذه الغاية العظيمة قائد رؤية 2030، باعث الحيوية والأمل في العناصر البشرية الشابة والطموحة، محمد بن سلمان، وهو يشق بحر التنافس بينهم للعمل، والرقي، والتحصيل، والإنتاج، والتفاعل الحيوي مع الغايات البعيدة المكينة نتائجها، في الوقت الذي يُضادُه مَكرةُ العالم، ويسعى لتقويض همته أعتى خبثاء الأرض، لكنه محفوف برعاية الله، مكنوف في حمايته، قوي بصفاته، وسماته، وأهدافه، وعمله، وبعضده القوي أبناء وطنه، الذين مع تنفس الصبح، وهجوع الليل معه دعاء، وعزماً، وتنفيذاً، وجهداً، وثقة، وإرادة..
إنه النموذج المشرق للقادة الذين لا يُهزمون، فلينصره الله، ويسدد خطواته وهو الآن في الشرق يؤسس، كما في أوربا قد فعل، وفي أفريقيا، وحيث محطات خريطة إرادته، ورسوم أفكاره، فبالتوفيق، والنصر، والحفظ، والفلاح.