إبراهيم عبدالله العمار
كنتُ في أحد محلات القهوة أقرأ وأكتب، ورغم جو المكان بالغ الهدوء إلا أن أحد العاملين ضجر من ركود الحركة فجلس على بعض مناضد الزبائن وأخذ يشاهد مقاطع مسموعة الصوت، وعندما تأملته رأيته دائم العبوس، وكم تمنيت لو أنه تعلَّم بعض الذكاء المشاعري، وهو نوع من الفنون والعلوم الضرورية، وأساسه عاملان: الوعي بالمشاعر، ثم التحكم بها. وهذان العاملان تطبقهما على نفسك أولاً، ثم على الآخرين.
فأما الوعي بنفسك فينصحك الخبير ترافيس برادبيري أن تحتفظ بكراسة يوميات لمشاعرك، ذلك أن أكبر تحدٍّ أمام تنميتك لوعيك بذاتك هو الموضوعية: من الصعب تكوين وجهة نظر موضوعية إذا كان كل يوم من أيامك يشبه جبلاً يجب أن تتسلقه. لكن بكراسة اليوميات تقدر أن تسجل الأحداث التي أثارت مشاعر قوية فيك وكيف تعاملت معها. يجب أن تكتب عن وقتك في العمل والمنزل وكل مكان، لا تستثنِ. في شهر فقط ستلاحظ أنماطاً متكررة في مشاعرك وستفهم نزعاتك أكثر. ركِّز على الناس والمواقف التي تثير حفيظتك بقوة، صف المشاعر التي تشعر بها في كل يوم، ولا تنسَ أن تسجل الأحاسيس الجسدية التي ترافق المشاعر.
هذه واحدة من أساليب كثيرة لزيادة الوعي بالذات، وأما إدارة الذات والتحكم بمشاعرها فلها أيضاً طرق، وينصح برادبيري أن تجعل أهدافك علنية، فأحياناً أكبر الإحباطات هي الخاصة، أي أهداف وطموحات لم تتحقق، يثير فيك هذا مشاعر سلبية، ولا يوجد محفِّز للأهداف أقوى من أن تُعلِن أهدافك، فإذا جعلت الأقارب والأصدقاء الخ يعرفون ما تنوي فعله فإن هذا سيصنع إحساساً عظيماً بالمسؤولية لديك. جزء كبير من إدارة الذات أساسه التحفيز، ويزيد هذا إذا أعطيتهم القدرة أن يعاقبوك أو يكافئوك، مثل أستاذ الجامعة الذي يعطي زملاءه 100 دولار إذا تأخر عن تسليم بحثه.
غني عن القول أنه لم يتأخر قط عن تسليم أي بحث!