د. محمد عبدالله العوين
مما يحار العاقل في تفسيره من مواقف النظام القطري المتناقضة ما يلي :
- تجمع الدوحة على أرضها أطيافا مختلفة من الجماعات المتطرفة من إخونجية ودواعش وقاعدة وتزعم أنها حريصة على احتضانهم لخدمة الإسلام؛ بينما يعمل هؤلاء على تأليب الشعوب على الثورات ويوزعون فتاوى إراقة الدماء والانتحار باسم الجهاد كما يفعل القرضاوي، وتعمل الدوحة على نشر الدمار في العالم العربي بدعم الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح كداعش والنصرة في ليبيا وسوريا والحوثيين في اليمن والحشد في العراق.
- تزعم الدوحة أنها تدافع عن حقوق الإنسان؛ بينما طردت وسحبت الجنسيات من أكثر من ستة آلاف من قبيلة بني مرة القطرية.
- تزعم الدوحة أنها ترعى الجماعات الدينية على اختلاف أطيافها وتستضيف الدعاة لخطبة يوم الجمعة في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب (مسجد الضرار)، بينما تعج نواديها الليلية في فنادقها بالتبذل والفجور وتباع الخمور في السوق الحرة بالمطار وفي بارات فنادقها!
- يصرح رموز النظام؛ كما يفعل حمد بن جاسم بأن قطر ترفض التطبيع مع إسرائيل إلا بعد أن تكون العلاقات معها متكافئة وينال الشعب الفلسطيني حقوقه كافة! بينما لا يخفى على أي متابع عمق العلاقات القطرية الصهيونية وصفقات الغاز والزيارات المكوكية المتبادلة لتل أبيب والدوحة!
- تنفي الدوحة صلتها بالإرهاب وتكذب الأخبار المتواترة التي تتحدث عن صلة متينة بين إرهابيين مدانين على مستوى العالم كخالد شيخ وعبد العزيز المقرن وغيرهما ممن أقاموا أو مروا بالدوحة أو منحوا جوازات دبلوماسية قطرية.
- تدعي الدوحة أنها لم تقترف ما يسيء للسعودية؛ بينما لم يبق أحد من البشر لم يستمع إلى التسجيلات التي تمت لجلسات سرية ضمت حمد بن خليفة وحمد بن جاسم ومعمر القذافي ودار الحديث فيها عن كيفية الإخلال بأمن المملكة ونشر الفوضى فيها، بما يعد (وثيقة) إدانة رسمية لمقاضاته أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإرهاب، ويدعمها أيضاً تورط النظام في عملية إرهابية خسيسة كتب الله لها الفشل كانت تستهدف قتل الملك عبد الله - رحمه الله - وقد أثبتت التحقيقات مع عدد من الإرهابيين المقبوض عليهم صلة القذافي وحمد بن خليفة بتلك العملية الإرهابية الشنيعة التي أحبطتها يقظة الأمن السعودي.
- تزعم الدوحة أنها لا تستهدف المملكة بالإيذاء وأن ما يقال ليس إلا محض افتراء؛ بينما تعمل قناة «الجزيرة» منذ إنشائها 1996م على خلق الفتنة وتأجيجها والإساءة لعلاقة المملكة بغيرها من الدول بنشر أخبار كاذبة أو تصريحات مفبركة.
وقبل أن تنطلق شرارة الخريف العربي اجتهدت الدوحة في تنشئة وتكوين خلايا تخريبية باسم «أكاديميات النهضة» لنشر الفوضى في المملكة.
كما أنه غير خاف على أجهزة الأمن دعم الدوحة لخونة لندن بملايين الدولارات وشراء المساكن لهم وتحمل تكاليف أنشطتهم التخريبية.
- تزعم الدوحة أنها مستقلة في قرارها السياسي ولا ترضى بالرضوخ لأي ضغوط من أية دولة؛ بينما يحتل كل شبر من مساحتها الصغيرة طربوش تركي أو ولي فقيه مجوسي!.