عثمان أبوبكر مالي
جدل كبير يدور في الوسط الرياضي منذ أسابيع حول حكم (الفار) النظام الذي يطبّق في منافسات وبطولات كرة القدم السعودية (الدوري والكأس) وبدأ الأخذ به اعتباراً من منتصف الموسم الرياضي الماضي تقريباً (الأسبوع العاشر من الدوري) على سبيل التجربة، بعد الحصول على موافقة رسمية من المجلس التشريعي الدولي لكرة القدم (IFAB)، حيث تم إدراج الكرة السعودية ضمن الاتحادات التي سمح لها العمل بالنظام، وبدأ التطبيق أولاً في المباريات الكبيرة (الكلاسيكو والديربيات) وفي الملاعب الثلاث الرئيسة؛ إستاد الملك فهد بالرياض وإستاد الملك عبدالله (الجوهرة) في جدة وإستاد الأمير محمد بن فهد بالدمام، ثم عمّم التطبيق وشمل كل المباريات وفي كل الملاعب ابتداءً من الموسم الرياضي الحالي.
«الفار» (حكم الفيديو المساعد) أو تقنية التحكيم بالفيديو (VAR) والمقصود به استخدام التكنلوجيا لتكون (الحُكم الفاصل في بعض القرارات الحاسمة) لحكم الساحة والهدف منه هو القضاء على الجدال الكبير والشكوى من أخطاء الحكام والتردد في بعض القرارات، من أجل إشاعة (العدالة) في اللعبة بشكل أوسع ودقيق.
يلزم حكم الساحة الرجوع إلى الفار عند احتياجه؛ إذا ما شك في قرار له، أو عند (استدعائه) من قبل غرفة الفار، وذلك في أربع حالات، حسب تشريع مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (المختص) بوضع قوانين اللعبة وهذه الحالات هي:
1- عند تسجيل الأهداف وما قبلها من أحداث وأفعال كروية.
2 - عند احتساب ضربة جزاء واحتياج التأكد بصحتها من عدمه.
3 - عند منح لاعب بطاقة حمراء.
4 - في البطاقات الصفراء وللتأكد من صحة حصول اللاعب المقصود عليها.
وحتى في هذه الحالات لا يعد الحكم (ملزماً) وليس من الضروري أن يأخذ بشك أو رأي حكم الفار، فرأيه (استشاري) والقرار يظل له، وهذا عكس ما يعتقده البعض ممن يظنون أن القرار في كل رجوع أو استدعاء يجب أن يتغيّر وكأن الفار (سيد الملعب).
ورغم الوضوح في (دور) حكم الفار ومجاله ومرور وقت كاف من التجربة والتطبيق الرسمي، إلا أن الجدل حوله (ازداد) في الأسابيع الأخيرة وأصبح (الشغل الشاغل) لجماهير الأندية والإعلام الرياضي، وهناك رفض واعتراضات، ليس على الفار وإنما على غرفته وعلى سوء أو عدم استخدام التقنية بالطريقة السليمة، وعدم اكتمال أدواتها بالإضافة إلى عدم جاهزية بعض الملاعب مما جعل حضوره (انتقائياً)، بل وخاطئاً في بعض غرفه والأدهى من كل ذلك السماح لأشخاص غير مؤهلين لمهامه فحولوه إلى (عبث) بدلاً من أن يشيعوا به (العدالة)!
كلام مشفر
) أهم الخطوات المطلوبة ليكتمل «الفار» ويكون استخدامه صحيحاً وسليماً هو أن يتكون من فريق عمل لا يقل عن ثلاثة (مؤهلين)؛ حكم حالي أو سابق يكون (الفار الرئيسي) ومساعد له ومشغل للإعدادات التقنية المستخدمة، ويكون وجودهم في غرفة (عمليات) مجهزة بـ(مجموعة) من الشاشات يتم فيها عرض اللقطات والأحداث من زوايا عدة ومختلفة، ولا يسمح الدخول إليها لأي شخص غير الطاقم الرسمي.
) لا يعترف ولا يسمح IFAB)) بحكم الفار إلا بعد حصوله على دورة متخصصة في VAR ويشارك في إدارة ما لا يقل عن 7-10 مباريات (رسمية) تحت إشرافه ومن ثم يحصل على شهادة (رخصة) معتمدة للمشاركة ضمن طاقم من طواقم «الفار».
) أحد أهم أعمال طاقم الفار (الملزمة) أن يقوم بعمل (مونتاج) لكل اللقطات التي تنطبق عليها مهامه والتي حدثت في المباراة، سواء لجأ إليها الحكم أو لم يلجأ وسواء تم استدعاؤه فاستجاب أو لم يستجيب أو لم يتم استدعاؤه وترسل (رسمياً) إلى المجلس التشريعي الدولي لكرة القدم (IFAB).
) يستكثر بعض المنظّرين (الفضائيين)على الاتحاديين اعتراضهم لما حدث لفريقهم في آخر مباراتين أمام التعاون عند ما تم إلغاء هدف صحيح، وأمام الرائد عندما تم تجاهل ثلاث لقطات (إعاقة) داخل منطقة الجزاء كانت تستوجب (استدعاء) الحكم من «الفار» في اثنين منها على الأقل، ويعتبرون ذلك من البكائيات أو ادعاء (المظلومية) لفريق طوال 20 مباراة خسر فيها 11 مباراة، ولم يعترض أو يتحدث أحد من مسؤوليه عن ما وقع عليه من أخطاء وكوارث الحكام وغرف «الفار».. لك الله يا اتحاد!