علي الصحن
يلعب اليوم الهلال مع الاتحاد بضيافة الأخير...
مباراة اليوم مفترق طرق للفريقين، فوز الهلال سوف يعزز صدارته، ويجعله يلعب بارتياح أكبر في المواجهات التسع المتبقية من الدوري، ويشكل أيضاً ضغطاً على منافسه على اللقب، أما خسارته فربما قلصت الفارق وأدخلته في ذات الضغوط، والتعادل في حسابات الثلاث نقاط ليس بعيداً في تأثيره عن الخسارة وإن كان أهون منها من الناحية النفسية.
الاتحاد يدخل المباراة بشعار أكون أولا أكون، الفوز على فريق بقيمة الهلال سوف يجعله ينطلق من مكانه المتأخر في سلم الترتيب، ويحرره نوعاً ما من شبح الهبوط الذي كبله من بداية الدوري، فيما ستدخله الخسارة في نفق يصعب الخروج منه، وما يقال عن التعادل بالنسبة للهلال يقال أيضاً عن الاتحاد.
الفوز على الهلال سيكون دفعة معنوية هائلة للفريق الاتحادي على كافة المستويات الفنية والإدارية والجماهيرية/ ومن المؤكد أن القائمين على الفريق يدركون ذلك وسيضعون كل حملهم لتحقيقه.
دعك من موقع كل فريق في جدول الدوري، ومن بحث الهلال عن اللقب والاتحاد من الهرب، فمهما يكن فالفريقان بشعبيتهما وعدد إنجازاتهما يشكلان قطبي الرحى في الكرة السعودية، وأياً تكن حالتهما الفنية قبل اللقاء، ومهما تكن ظروفهما، فإن الأمر يختلف بعد الصافرة الأولى في المقابلة.
خلال الأيام الماضية انصرف البعض في مقالاتهم ومقولاتهم إلى التهوين من شأن الاتحاد والتقليل من قيمته الفنية وفرص فوزه على الهلال، والتأكيد على أن المباراة محسومة سلفاً للفريق الهلالي، وبالطبع فهناك من يقول ذلك بناء على معطيات فنية يراها أمامه على الورق دون النظر لأي اعتبارات نفسية وتنافسية أخرى، فيما يردد آخرون ذلك من باب تخدير الفريق الأزرق، وإدخاله في نشوة الفوز مبكراً، ومحاولة عدم منح القائمين عليه المباراة الأهمية التي تستحق، ومن المؤكد هنا أن الهلاليين كلهم أو جلهم لن ينجرفوا وراء مثل هذه الكتابات والترشيحات، وهم يدركون جيداً أنها لا تريد بفريقهم خيراً، وأن معظم من يرشح الهلال للفوز هم من يتمنون له خلاف ذلك، وأنهم يتمنون تعطيله وإيقاف تقدمه نحو اللقب من أجل منافسيه الآخرين.
اللقب.. ذهب ثلثا الدوري، وبقي الثلث الأخير، وهي مسافة طويلة للغاية، وكل فريق قابل للتعثر فيها، بقيت ثلاثون نقطة متاحة أمام الجميع، ورغم صعوبة ذلك نظرياً، فربما يأتي فريق من الخلف وبعيداً عن الترشيحات ليخطف اللقب أوالوصافة على الأقل، وهنا لا أعلم كيف يذهب البعض لصرف ترشيحاتهم المبكرة للذهب والتأكيد على أن الأمر قد انتهى بالفعل!!
عودا للقاء الهلال والاتحاد اليوم... اعتقد أننا سنشاهد مباراة من العيار الثقيل، وأن الاتحاد محظوظ بغياب لاعبين مهمين في صفوف منافسه هما العابد والسوبر ادواردو وهما نجمان دائماً ما يسجلان حضوراً مختلفاً في مباراة الاتحاد،.. أتوقع أيضاً أن يذهب مدرب الاتحاد إلى اللعب المتحفظ في البداية، والعمل على إغلاق كل المنافذ المؤدية إلى مرمى فريقه، والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة وهي سلاح الاتحاد غالباً أمام الهلال... فيما لن يغير زوران من طريقة الهلال الشيء الكثير، فقد عودنا فريقه أن يلعب مهاجماً في كل الأحوال، مع تنبيه لاعبيه لخطورة المرتدات الاتحادية، والتسديدات بعيدة المدى للاعبي المنافس.
مباراة ممتعة بإذن الله.