ميسون أبو بكر
في لقائي بالسفير الياباني بالمملكة قبل عامين في برنامجي «عين ثالثة» على وقع زيارة خادم الحرمين الشريفين لليابان والوفد المرافق له من بينهم سمو الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان وكيل الهيئة العامة للرياضة؛ تحدثنا في الحلقة عن شراكات رياضية بين البلدين، وأيقنت أنها ستكون مثمرة بسبب ريادة اليابان لعدد من الألعاب الرياضية، وأود في مقالي هذا أن أشير إلى لعبة الجودو وهي إحدى الفنون القتالية اليابانية التي تعتبر أقل عنفا من الألعاب الأخرى.
كانت زيارتي قبل أيام لسكن الطالبات في جامعة الملك سعود مذهلة، ولَم تفاجئني الصالات الرياضية المجهزة على تنوعها وانخراط الطالبات بها، بل وإتقانهن للرياضات المختلفة، وذلك لأني أعلم أن الرياضة حظيت باهتمام كبير وملفت في رؤية 2030، وأن المرأة لها الحضور الفاعل والمؤثر والنصيب الوافي في الرؤية، ورياضتها بالذات حظيت باهتمام هيئة الرياضة وفتحت أبواب كثيرة لتمنحها حقها في ممارسة الرياضة والاهتمام بصحتها ولياقتها البدنية.
حقق الاتحاد السعودي للجودو شراكة فاعلة مع الجامعة، وقد كانت سعادتي كبيرة لانخراط الفتيات بهذه الرياضة التي جذبت الفتيات لأنها فن الدفاع عن النفس، وأعتقد أن حاجة النساء للدفاع عن أنفسهن ضرورة ملحة في الوقت الذي تسافر المرأة لأجل السياحة أو العمل، وتخرج من منزلها لقضاء حاجاتها ولوظيفتها، وتحمل مسؤولية حماية أطفالها، كما أن ثقتها بنفسها ضرورة تدعمها هذه الرياضة.
أشار رئيس الاتحاد السعودي للجودو لاستقطبابهم شرائح متعددة من المجتمع وانخراط 12 كفيفة في هذه الرياضة، وهو يُؤْمِن بقدرة الجودو على ملء فراغ الطفل وإشغاله عن لعبة الـ(play station) التي تستهلك قواه العقلية وقد تهدد أطفالنا بما يريب من الألعاب الخطرة.
الأمين العام للجودو العميد ناصر الغنام متفائل بتأهيل أكثر من 15 مدرسة وتوفير 15 مدربا ضمن خطتهم مع الاتحاد الدولي للجودو في برنامجه الذي سيطبق لأول مرة في الوطن العربي -المملكة تحديدا- وطبق في أوروبا وبعض دول أفريقيا.
لا تستغرب عزيزي القارئ اهتمامي بهذه الرياضة، فعلاقتي بها منذ نعومة أظفاري حيث حزت على الحزام الأسود بمباركة والدي رحمه الله الذي أدرك أهميتها لنا.
رياضة الجودو تنتظر تفاعلا مجتمعيا أكثر، ودعما أكبر لنسرع الخطا إلى رؤية بلادنا وطموحنا الشامل.
الجودو في ترجمتها «الطريقة اللينة» التي حذفت منها العديد من التقنيات الخطيرة والتي حضرت بالمملكة على خارطة التنافس العالمي من خلال المخيمات الطلابية في اليابان ومصر، ومؤخراً حصول منتخب المملكة للناشئين للجودو على ميداليات في بطولة استونيا الدولية وبطولة سيغولدا لاتفيا الدولية بين ذهب وفضة وبرونز، كما حصلت المملكة على ميداليات بطولات الناشئين في استون. الاتحاد لا يزال ينتظر تحقيق البرنامج بالتنسيق مع وزارة التعليم لإطلاقه وهو طموح الطلاب وأهلهم الذين تفاعلوا بشكل كبير مع زيارتي السنابية للاتحاد والجامعة وانهالت أسئلتهم للاستفسار وإمكانية تسجيل أبنائهم.