صدر عن دارة الملك عبد العزيز كتاب بعنوان: «تحديد موضع سرية الرجيع أوائل العام الرابع الهجري»، للمؤلف عبد الله بن مصلح الثمالي، في سبع وسبعين ومئة، من القطع المتوسط، حيث سعى الباحث في كتابه إلى هدف رئيس، وذلك بدراسة الآراء التي تحدد موضع سرية الرجيع، التي وقعت في أوائل القرن الرابع الهجري، مبتدئاً بذكر الأقوال العامة، أو البعيدة في دقتها، كالتي تشير إلى أن الموضع في بطن غران، أو بأنه بين مكة والمدينة، كما أشار إلى الأقوال التي تربط الرجيع بعسفان، أو الهدأة، منطلقاً بعد ذلك إلى عرض أقوال المؤرِّخين المعاصرين، من أمثال: حسن مشاط، عاتق البلادي، عبد الله الشايع.
وقد دأب المؤلف في إصداره بعد عرضه لمختلف الآراء، أن يدلي برأيه في تحديد موضع السرية، وذلك بعد دراسة المصادر، وأهم ما أنتجته من دلائل حول الموضع، معزِّزاً دراسته النظرية بدراسة ميدانية، للوصول إلى الموضع الدقيق للسرية، منتهياً إلى رأي رائع يخالف الباحثين الثلاثة السابقين، مؤيّداً رأيه فيما ذهب إليه بالعديد من الأدلة والبراهين، في الموضع لهذه السرية التي قادها الرسول - صلى الله عليه وسلم - أوائل العام الرابع الهجري، فيما يعد ذلك اجتهاداً علمياً، ومنافسة مفتوحة نحو المعلومة الدقيقة الصحيحة بما يخدم التاريخ الإسلامي، ما جعل من الباحث في الجانب النظري يخلص إلى هذا الرأي من خلال استقصاء علمي تتبع فيه موقع السرية في كتب علم الحديث الشريف، وأسفار السري، ومؤلفات اللغة العربية والنصوص الشعرية والأخرى التاريخية، إلى جانب مقاربة كل ذلك بالتاريخ الشفهي للمنطقة، الذي أتبعه بدراسة تتبعية ميدانية، اعتمد فيها الباحث على مراجعة الخرائط والصور الفضائية فيما توصل إليه في دراسته، التي أخرجتها دارة الملك عبد العزيز في هذا الإصدار.