عايض البقمي
رحلة قصيرة أريدك أن تدخل في نطاق جاذبيتها، تخيل أنك تملك سيارة فاخرة (لكزس) مثلاً، لكنك تتعامل معها بخشونة وجلافة كما لو أنها (ددسن) تجوب بها خطوط المطبات والحفر والتغاريز.
ومن عاير إلى عاير وتستمر على هذا المنوال حتى تحول سيارتك الفاخرة بكل حسنها وفخامتها إلى شمطاء مهلوكة بسبب الكرف الذي سحق عظامها، وأحالها إلى التقاعد المبكر فلا تجد لها من مكان سوى تشليح (الحائر) أو النسيم.
المثل السابق يعكس حال بعض الخيل الموجودة شحماً ولحماً في الجنادرية، فهي تعاني من ظلم مدربيها الذين لا يتعاملون معها بمستواها كجياد كؤوس وبطولات كبرى بل يعاملونها كجياد أشواط عادية ونادراً وربما أشواط سيارات وإضافيات مساهمة، رغم أن جوائز السيارات والمساهمات لم تعد تغري هذا الموسم ويسيل لها الوجد والتوجاد؟
والأمثلة في هذا الخصوص عديدة غير أنها اتسعت رقعتها في الموسمين الماضيين وآخرها ما فعله البطلان (الشاص) وهيبو في أمسية الجمعة الماضية وهي تقلب الترشيحات غير عابئة بالشعارات المرعبة.
أثق تمام الثقة بأن هناك جيادا على شاكلة النشاص وهبيو مثل النفور وشرعي وسيف الرياض وغيرها الكثير.
بل الذي أنا متأكد منه أن هناك عدة مهور ركضت وينطبق عليها حال أخينا راعي (اللكزس).
ما دعاني لطرح هذا الموضوع هو هاجس الخوف من أي عثرات وغياب ثقافة (المشاركة الشجاعة بشكل متوازن) وثقة وفي مستوى تطلع خيول المدربين ومشاركتها في الأشواط ذات الضغط العالي! ويعزز تلك الخطوة بعد ما وصلت إليه صناعة الخيل لدى الأسطبلات الصغيرة والطموحة إلى مرحلة متطورة في السنين الثلاث الماضية وتحديداً في هذا الموسم إلى مرحلة متطورة عكستها نتائج الجياد في البطولات الماضية بعد أن زرع ملاكها ومدربوها الثقة الكاملة في الذهاب بها بعيداً إلى البطولات النخبوية، وزاد من ذلك أحجام الأسطبلات الكبيرة من الشراء كما كان سابقاً في المزادات الرسمية!
دعواتي الصادقة أن يلهمنا الله الصواب والنظرة الثاقبة والثانية قد تكون بالفعل نادرة إلا عند ذوي القلوب الشجاعة والصاملة والمقرونة ببضاعة راقية وفاخرة وتخطيط سليم ودبرة فائقة؟
المسار الأخير
تبي تعرف إن الكبار كبار
ترى الصراحة.. ما تزعلهم
وتبي تعرف أن الصغار.. صغار
لا جيتهم لازم تجاملهم