فهد بن جليد
تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة لخادم الحرمين الشريفين في واشنطن خلفاً لسمو الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي عيِّن نائباً لوزير الدفاع، هو حدث تشهده الدبلوماسية السعودية للمرة الأولى في تاريخها بأن تقود سيدة سفارة سعودية، وأي سفارة اختارها خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه -حفظهما الله- لتبدأ منها المرأة السعودية مهمة قيادة الحقيبة الدبلوماسية؟ إنَّها سفارة المملكة في واشنطن، السفارة الأهم دائماً لكل دولة ترتبط بعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني دلالة كبيرة وعظيمة لحجم الثقة والمكانة التي تتمتع بها المرأة السعودية، بعد أن أثبتت قدرتها ونجاحها في مختلف المجالات، والخطوة الجديدة أكبر دعم للمرأة السعودية لتواصل هذا التميز في خدمة بلادها.
الأميرة ريما لن تكون وجهاً غريباً وهي تطل من سفارة بلادها في واشنطن التي درست وتعلَّمت وعاشت فيها لسنوات طويلة، فالعالم والأمريكيون تحديداً يعلمون أنَّ والدها هو الأمير بندر بن سلطان السفير الأشهر عالمياً في واشنطن لعقود طويلة، كما أنَّ جدَّها لأمها هو الملك فيصل، وهي حفيدة الأمير سلطان، وخالها هو الأمير سعود الفيصل -رحمهم الله جميعاً- وقد نالت شرف تعيينها باسم خادم الحرمين الشريفين بأمر نائبه سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- ما يعني أنَّها (سفير فوق العادة) يحيط بها المجد والخبرة من كل جانب، وهي جديرة بهذه الثقة الملكية الغالية لتقود سفارة المملكة في البلد الأهم عالمياً بكل اقتدار ونجاح، لتكون النموذج المشرق للمرأة السعودية.
قرار تعيين السفير السعودي رقم 11 في واشنطن سيبقى قراراً تاريخياً مهماً أصدره رجل استثنائي (نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان)، ليفتح به صفحة جديدة لمُستقبل المرأة السعودية، حتى تصعد درجة أخرى جوار أخيها الرجل ليقفا سوياً لخدمة هذه البلاد في كل مكان، فالكثير من الملفات والأعمال في انتظار الأميرة ريما في واشنطن لتكمل مسيرة الأمير خالد بن سلمان الذي يخدم بلادها في موقع آخر لا يقل أهمية، كلنا ثقة باستمرار العلاقة الدبلوماسية الكبيرة بين الرياض وواشنطن، وتنميتها وتطويرها أكثر هذه المرة بأنامل الوجه النسائي للدبلوماسية السعودية.
وعلى دروب الخير نلتقي.