خالد بن حمد المالك
لمصر أهمية خاصة لدى قادة ومواطني المملكة، وقد أوصى الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بها خيرًا، وقال ما معناه: كلما كانت العلاقات السعودية - المصرية قوية، كلما كان العرب أقوياء، والملك سلمان إذ يزور جمهورية مصر العربية فهو يزور أشقاء ودولة شقيقة، ويفتح ملفات جديدة عن الفرص المتاحة لتقوية هذه العلاقات بآليات جديدة، وتحالفات مهمة.
* *
الزيارة الملكية لمصر، ووجود الملك سلمان في هذه الأرض الطيِّبة، وبين شعب محب، لا يأتي تقدير أهميتها من كون مدتها قصيرة، وإنما تأتي الأهمية من هذا التناغم في السياسات بين البلدين، ومن الروح التي بنيت وتبنى عليها مجالات التعاون بين الرياض والقاهرة، ومن حرص القيادتين على تنشيطها بمبادرات تخاطب المرحلة، دون أن تغفل الماضي الذي كان حافلاً بالكثير من الإيجابيات.
* *
مثل هذه الزيارة، وبهذا المستوى العالي، ومع تكرارها بزيارة الملك لمصر، أو الرئيس المصري للسعودية، هي بمثابة مراجعة لكل المستجدات في العلاقات الثنائية، والتنسيق حول مجمل القضايا التي تهم بلدينا، وما من زيارة هنا أو هناك، إلا وكانت النتائج بمستوى ما تتطلع إليه الشعوب، وتحرص عليه القيادات، استثمارًا للإمكانات والقدرات والتوجهات المشتركة.
* *
فمصر لها دور عربي ودولي مهم، ومثلها المملكة في دورها البارز، والدولتان اليوم هما الأكبر والأقوى على مستوى العالم العربي، ووزنهما السياسي معتبر لدى دول العالم، وما من مشكلة في المنطقة إلا وكان الرجوع إليهما ضرورة لتفكيكها، أو طلب المساعدة لحلها، ومن هنا فإن التفاهم والتنسيق بين الرياض والقاهرة لا غنى عنه لحفظ الحقوق العربية، وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
* *
ولا بد من القول ونحن أمام هذه الزيارة التاريخية التي يقوم بها الملك سلمان لمصر، أننا أمام معطيات كثيرة تلوح في الأفق لدعم التعاون في كافة المجالات بين البلدين، وأننا أمام أمل لإيجاد حلول للمشاكل والصراعات والإرهاب، بما سيتم التوصل إليه في مباحثات القائدين الكبيرين سلمان والسيسي.
* *
وإذا أردنا أن نفصح عن أسباب تفاؤلنا بهذه الزيارة الملكية، وتوقعاتنا الإيجابية لها، فهذا التفاؤل ينبع من ثقتنا بأن ملك المملكة ورئيس مصر لا يشغلهما شاغل في الماضي والحاضر عن الاهتمام بدولنا وشعوبنا، وحرصهما على التعاون بين الدولتين في كافة المجالات، والسعي دومًا بما يخدم القضايا العربية، ويحفظ لها أمنها واستقرارها.
- يتبع -