فيصل المطرفي
استمر فريق الهلال الكروي الأول في تقديم صورة مثالية للفريق البطل وعروض ماتعة على صعيد كافة المنافسات، وواصل صدارته المستحقة لينال إشادة عشاقه وجماهيره وإنصاف وإعجاب المحايدين ومحبي كرة القدم الجميلة.
الهلال خلال هذا الموسم تم إعداده بصورة قوية للمنافسة على كافة الاستحقاقات وتم تدعيم صفوفه بأسماء صنعت الفارق وأثبتت أنها العلامة الفارقة في الكثير من اللقاءات وتمكنت من حسم العديد من المناسبات الكبرى وبعض المواجهات المعقدة، وبالرغم من التغيير الإداري والفني الذي صاحب مسيرة الزعيم في الموسم الجاري إلا أن تركيبة الفريق ومكانة النادي وثقافة إدارته ودعم أنصاره مكنته من الاستمرار في المنافسة بامتياز والبحث عن أهدافه بشكل لافت ورائع متخطياً كل العراقيل التي واجهته.
الأزرق واجه في مسيرته كالعادة حملات شرسة من البعض، كان الغرض منها إيقافه وعرقلته عن وصوله إلى هدفه الذي يبحث عنه مسيروه وعشاقه، وكانت المحاولات متنوعة ومنظمة، منها تشكيكية في استحقاقه لكل هذا التميز والتفوق بافتعال قضايا خاسرة وبأساليب مضحكة كانت محل تندر الجماهير الواعية، وبعد فشل كل تلك المحاولات بدأت مطالبهم بإيقاف نجوم الهلال بعد تأكدهم عن عجز فرقهم على مقارعة الهلال داخل الملعب، حتى وصل بهم الحال إلى المطالبة بإيقاف معظم نجوم الهلال، وكان الكلاسيكو الكبير نهاية الأسبوع الماضي الذي جمع الاتحاد بالهلال قد كشف واقعهم المأسآوي، فخرجوا بعده يتسابقون ويطالبون بإيقاف النجم الأسترالي «ديجينيك» والمدافع الإسباني «بوتيا» على وجه السرعة وملأوا الدنيا ضجيجاً في تأكيد صارخ أن انتصارهم الحقيقي يكمن في «تعثر الهلال» والبحث عن سقوطه بخسارته لبعض الأسماء، واستغفالهم للمجتمع الرياضي لايتوقف بل بعضهم ذهب إلى أبعد من ذلك بمناشدته للمسؤولين بمعاقبة نجم الدوري الهداف الفرنسي البارع «غوميز» لكون فرحته المتعارف عليها تسبب أذى نفسيا! ياساتر!
كل مايحدث باعتقادي أمر طبيعي في مجتمعنا الرياضي للأسف، وأقول ذلك من منطلق واقع تعايشنا معه سنوات طويلة لكونهم يدخلون في دوامة المظلومية واختلاق الأزمات والصراعات والتفتيش عما يشتت البطل متناسين فرقهم، والمؤسف أنهم ينجحون في سحب فئة بسيطة من الجماهير الرياضية من خلال أطروحاتهم الهشة، ويستمرون داخل تلك الدوامة طوال الموسم لإقناع أنفسهم بما يرددونه حتى تأتيهم الصدمة نهاية الموسم، والوسط الهلالي تحديداً اعتاد على تلك الممارسات وعلى تلك الأجواء، فمن النادر أن يجد منافسة طبيعية تبدأ وتنتهي داخل الملعب، فالهلاليون يرحبون دائماً بمنافس شرس داخل الملعب يلاعبونه وينازلونه وينافسونه بكل قوة، وفي حال خسارتهم يبادرونه بالتهنئة، ويشرعون في التفكير في فريقهم فقط وتطويره لا ملاحقة المنافسين لأنه أسلوب لايسمن ولايغني من جوع، ولكن مايحصل في منافساتنا هو البحث فقط عن «تعطيل الهلال» وليس منافسته والاقتداء به والسعي لمحاكاة تجربته.
الموسم يمر في منعطفه الأخير وستكون فيه الكلمة للأجدر فنياً والأكثر هدوءاً، والصوت المرتفع قد يهز أركان الفرق الهزيلة ولن يؤثر على الفرق الكبيرة، والهلال أثبت أنه قادر على تجاوز كل الظروف وتخطي كل المصاعب،نظير ترسانة النجوم التي يمتلكها في صفوفه، والمرحلة المقبلة ستكون أصعب جراء تداخل المسابقات، والتعامل الإداري والفني المميز لموقف الفريق يعكس جدية المنظومة وتركيزها وواقعيتها وعدم ركونها لكل الترشيحات، فرئيس النادي الأمير محمد بن فيصل ظهر بعد الفوز الكبير في الكلاسيكو وشدد أن الفريق لا زال أمامه تسع مباريات رافضاً الخوض في لعبة الترشيحات، وقائد الفريق « محمد الشلهوب» يغرد ويؤكد «الهدف لم يتحقق بعد»، بينما مدرب الفريق «زوران» يفتح صفحة كل مباراة ويطويها بذكاء ونجاح، ويمضي بالفريق نحو الهدف المنشود.