* أنا أبٌ وأعيْش مع أبنائي ولله الحمد والمنَّة، وأحيانًا أغضب عليهم بسبب كثرة مشاكلهم وإزعاجهم لي ولأُمِّهم، ومن شدة الغضب أضربهم أحيانًا على وجوههم، فما حكم عملي هذا؟ وكيف يكون تأديبهم؟ وجزاكم الله خيرًا.
- هذا الأب الذي يعيش مع أبنائه ويغضب عليهم أحيانًا، هو لا بد أن يُوجَد من الأولاد ما يكون سببًا لغضب الوالدين، لا سيما الصغار منهم الذين لم يدركوا مصالحهم، ولم يدركوا ما أوجب الله عليهم من احترام الوالدين، فمثل هؤلاء الصغار يحتاجون إلى شيء من التأديب والتمرين لمصلحتهم، ولا مانع من ضربهم الضرب غير المبرح بحيث يردعهم ولا يَضرُّ بهم، ويجب أن يُتَّقى الوجه؛ لأنه يقول: (أضربهم أحيانًا على وجوههم)؛ لأن ضرب الوجه حرام، وقد جاء النهي عن ضرب الوجه، فيؤدبهم ويضربهم في محلٍ غير الوجْه، من الظَّهر أو من اليد أو الرِّجل أو ما أشبه ذلك، لكن يتقي الوجه. حتى الدابة لا تُضرَب على وجهها.
وقد يوجد مَن يُكثر ويُسرف في الضرب، وقد توجد الغلظة والفظاظة من بعض الناس، لكنها على غير الهدي النبوي، النبي -عليه الصلاة والسلام- كان رحيمًا رفيقًا رقيقًا، والرفق ما دخل في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، فعلى الإنسان أن يرفق بهؤلاء، وأن يكون كالطبيب بين هؤلاء الأطفال، يعاملهم بما يُصلح أحوالهم، وقد يقسو عليهم أحيانًا إذا تطلَّب الأمر ذلك، فليس الأسلوب اللين ينفع في جميع المواقف، ولا الشدة والفظاظة تنفع في جميع المواقف، لكن يكون الأصل هو الرفق، ثم بعد ذلك قد يزيد في أدبهم إذا اقتضت المصلحة ذلك.
* هل على القاتل عمدًا صيام؟
- القاتل عمدًا ذنبه وجرمه أعظم من أن يُكفَّر، فلا كفارة عليه؛ لأن ذنبه أعظم، ومن أهل العلم من يقول: إنه إذا وجبت الكفارة في قتل الخطأ فلأن تجب في قتل العمد من باب أولى؛ لأن جرمه أعظم. وعلى كل حال المسألة خلافية بين أهل العلم، والأكثر على أنه ليس فيه كفارة؛ لأنه أعظم من أن يُكفَّر، ونظيره اليمين الغموس لا تُكفَّر؛ لأنها أعظم من أن تُكفَّر، لكن مَن تاب تاب الله عليه، والتوبة تهدم ما كان قبلها.
** **
يجيب عنها: الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء