سمر المقرن
دائماً الإعلامي الكبير داود الشريان يُحدث الجدل، وخروجه عبر قناة sbc بعد غياب طويل افتقدناه بقوة، ليعود إلينا بأسلوبه البسيط الذي يقترب من كل الناس، بعد أن حمل لواء الجرأة منذ أيام برنامج الثامنة على mbc والذي كان يطرح القضايا المحلية، لكنه بأسلوبه تمكن من أن يجتذب كل العالم العربي لمتابعته.
اليوم الأستاذ داود الشريان يخرج ببرنامج جديد، على نفس نهج برنامج الثامنة، هذا البرنامج بلا أدنى شك سوف يجتذب الناس لمتابعة القناة وسوف ينتقل معه كثير من جمهوره الذي كان يتابعه على mbc لكن غاب عن الأستاذ الكبير أن معالجة القضايا التي كان يطرحها في حقبة برنامج الثامنة تختلف تماماً عن هذه الحقبة. ولست هنا أوجه أو أمارس الأستاذية فالأستاذ داود هو أستاذ الجميع، وما أكتبه هنا لم يأتِ إلا من باب محبة وإعجاب.
بدأ الأستاذ داود بذكاء شديد طرح قضية الهاربات أو المهاجرات خارج الوطن، وهذه القضية لم يطرحها الإعلام السعودي بالشكل المطلوب ولم يقدم لها أي معالجة سوى بعض المحاولات الكتابية الإنشائية البعيدة تماماً عن لب القضية، وتوقعت أن يطرحها الشريان بوعيه وفهمه، لكنني بعد مشاهدة الحلقة تمنيت لو لم يطرحها، أو على الأقل استشار الجهات التي عايشت وتابعت تلك القضايا، فهو عندما يلوم مؤسسة الحماية الاجتماعية أو دور رعاية الفتيات غاب عن ذهنه تماماً أن معظم الهاربات هنّ فتيات مدللات لم يتعرضن للعنف ولم تستنجد أي منهن لا بمؤسسة الحماية الاجتماعية أو تودع في دار الفتيات، فادعاء التعرض للعنف وإشهار الإلحاد ما هو إلا ديباجة تم تلقين هؤلاء الفتيات بها كمبرر لطلب اللجوء! لم يطرح أساس المشكلة وهو وجود جهات معادية للسعودية تعمل على غسل أدمغة الفتيات ليتم استخدامهن ضد الوطن!
بل إن ضيفته كانت تعتمد في حديثها بلوم هذه المؤسسات على (يقولون) بمعنى أنها لم تحاول أصلا الاتصال بمن ينجدها إن كانت كما تدعي مظلومة. أما الضيف المتحول جنسياً فكان هو الآخر ضعيف جداً لأن عمليات التحول الجنسي موجودة لدينا بالمستشفيات الحكومية وليست ممنوعة إنما هناك ظروف أخرى لضيفه لا أعلمها، ولا يُمكن أن نضع اللوم على أي جهة أو مؤسسة في مشكلته. هذه الحلقة الضعيفة لم تكن عادلة إطلاقاً بل هو أتى بضيوف ومبررات يريد أن يدين فيها المؤسسات الحكومية والأهالي وهو لا يعلم التفاصيل إنما خرج بأسلوب ضعيف جداً لا يليق بالأستاذ الشريان.
أما الحلقة الثانية التي تابعتها فكانت عن إسقاط الولاية على السفر، وقد أتى برجال أمن الجوازات وأخذ يلومهم ويوبخهم وهو يعلم تماماً أن هذا قرار سياسي لا دخل فيه بالجوازات!
لم أتابع بقية الحلقات بصراحة، لأنني لا أريد أن تهتز الصورة التي عرفت فيها الإعلامي الكبير داود الشريان، ولست من المطالبين بإيقافه بل على العكس كنت من أكثر الناس فرحاً بعودته، لكن إن كان قد عاد لنا بهذا الضعف وهذا الطرح الهش أتمنى أن يتوقف هو بنفسه، ويبقى الشريان صاحب الطرح القوي والجريء الذي عرفناه!