الثقافية - محمد المرزوقي:
لم تكن تجربة إبراهيم القاضي، في الهند غائبة عن (فضاءات) «المجلة الثقافية»، التي انفردت في عام 2013، في عددها (413)، إِذ لفتت الانتباه إلى «الحكاية» وفصول بطلها، في تقريرها الصحفي الذي نشرته بعنوان: «إبراهيم القاضي.. ابن «عنيزة» الذي صنع اسمه في التأريخ الهندي!»، وذلك في سياق احتفائها بالتجارب الإبداعية في مختلف الفنون، محليًا وعربيًا، التي لا تزال مسيرتها مستمرة فيما تقدمه من «ملفات»، عن المبدعين والمبدعات في سائر فنون الثقافة.
وقد بدأت الحكاية في ذلك اليوم الذي أقلت فيه إحدى القوافل الشاب حمد العلي القاضي، بصحبة والده الذي كان يشتغل بالتجارة، لتستقر بهما الرحلة في (نوبي) في الهند، وحينها تبدأ الحكاية، ببدايات بزوغ شمس الشاب إبراهيم الوافي الذي ولد في نوبي 1925 حيث اهتم والده بتربيته وتعليمه، فدرس عديد من العلوم، وفي مقدمتها العلوم الإسلامية، التي حرص والده على أن يتعلمها، إلى جانب إصرار والده على تعليم ابنه علوم اللغة العربية، وفنون الأدب العربي، عن طريق معلمين خاصين، ليصبح أحد الأسماء الأدبية في الهند، بعد أن أطلق عليه عراب المسرح الهندي، ما جعله أحد الأسماء البارزة في صناعة الفن المسرحي، ثم السينمائي في الهند.
وقد أعلن وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، خلال زيارته لنيودلهي، عن تأسيس «كرسي إبراهيم القاضي»، احتفاء بإسهاماته الفنية والمسرحية، وذلك تقديرًا لسيرته ومسيرته الإبداعية، وتقديرًا لما قدمه في الساحة الثقافية الهندية، التي يعد أبرز أعلامها، حيث أنتج أكثر من (50) مسرحية، كما عمل مديرًا للمدرسة الوطنية للدراما في نيودلهي لمدة (15) عامًا، فيما نال عديدًا من الجوائز، ما جعل من هذا التكريم السعودي، ممثلاً في وزارة الثقافة، يأتي في إطار التعاون والتبادل الثقافي، بين المملكة العربية، والدول الشقيقة والصديقة.