إعداد - محمد المرزوقي:
عن الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي، ومن إصدارات مكتبة وهبة، صدر للدكتور يوسف بن طفيف الدعدي كتاب بعنوان: «المطالع والمقاصد في الشعر الجاهلي: دراسة تحليلية في دراسة النص الشعري وعلاقات المعاني - الطبقة الثالثة عند ابن سلاّم الجمحي نموذجًا»، حيث تسعى هذه الدراسة إلى رسم ملامح المنهج الذي يمكن أن يفتح آفاق الرؤية التحليلية في قراءة النص الشعري القديم، ويزيل بعض غوامضه وإشكالاته في تلاقي المعاني ومراعاة مناسباتها، التي تحقق ترابط عناصره البنائية وأحكام الصنعة الشعرية عند شعرائنا الأولين.
المطالع في القصيدة الجاهلية هي مفاتيح النص الشعري، وكاشفة غطائه، وهي بوابة العبور المفضية إلى مواطن الخصب، والنماء، والمتشعبة إلى أودية المعاني والأغراض عبر مساءلة الدمن، ومناجاة الطلال، وتذكر معاهد الصبا، ومرتع الأحباب، وتفقد تلك المطالع، والبحث في بنى جملها، واستنطاق خصائص مفرداتها وتراكيبها الأسلوبية، ودلالات صورها وإيحاءات رموزها، يكشف لنا أسرارًا غائرة في أعماق النص، ويظهر خفايا الصلات والروابط القابعة في ثنايا صورها البنائية، وما يدور فيها من أحداث، ووقائع وأغراض، ويفتح نوافذ مفردات ألفاظها المطلة على جنبات النص، ويشع لنا عن مقاصدها المعتمة، وأركان أغراضها البديعة.
وقد جاءت المقدمة متضمنة: أهمية الموضوع، أسباب احتياره، منهج البحث، خطته؛ حيث عرض المؤلف في تقديمه استقراء سريعًا، مستوعبًا لإشارات العلماء بشأن المطالع في التراث البلاغي والنقدي، مستعرضًا إشارات العلماء المتقدمين، والعلماء المتأخرين، إضافة إلى أبرز آراء المعاصرين في شأن المطالع.
وعبر مدخل الكتاب تناول المؤلف مفهوم المطالع والمقاصد وتصوره، إلى جانب عرض نموذج شعري لأبي ذؤيب الهذلي، سعيًا منه إلى تقريب هذا المفهوم، وتبسيط تصوره في أذهان القراء، مستهلاً أول مباحث الكتاب، بمطالع النابغة الجعدي ومقاصده، فيما انتقل في ثاني المباحث إلى مطالع أبي ذؤيب الهذلي ومقاصده، بينما استقرأ في ثالث المباحث، مطالع الشماخ بن ضرار ومقاصده، أما المبحث الأخير، فقد خصصه المؤلف لمطالع لبيد ومقاصده، الذي تلته خاتمة الكتاب، التي قدم فيها الباحث أهم النتائج التي توصل إليها في دراسته، مقدمًا العديد من التوصيات التي تلتها فهارس الكتاب.