د. حسن بن فهد الهويمل
سأطَّرح الثناء جانبا؛ وإن كان يستحقه من نزاملهم، أو نصادقهم ممن يتجلون بإنجازاتهم التجاوزية، وهم كثيرون.
منهم من هو على رأس العمل، ومنهم المبارحون بذكرهم الجميل:-
(والذكر للإنسان عمر ثاني)
الجامعات لا تحمل سمة الجمع، والمنع حتى تمتد أذرعتها إلى آفاق الوطن، تنشر عبقها، وتنثر معارفها.
الجامعات ملتقى النخب، وسائر التخصصات، وما من مضمون حضاري إلا هي ابن بجدته.
وما لم تكن لها بصماتها فيه فقدت ألقها.
مطالبتي موجهة للكافة، ولا تخص أحدًا بعينه إنه مقترح، وليس نقدًا
وما نعانيه يعد من نقص القادرين على التمام، وهذا أكبر العيوب.
هناك طاقات، وإمكانيات، تتوفر عليها الجامعات، نحن أحوج ما نكون إلى مثلها في هذه الظروف العربية المأزومة.
لقد تجاوز البعض أروقة الجامعة، وعاش حضورًا فاعلاً
شهد به القاصي، والداني عرفنا موجة الكراسي، والأوقاف، والندوات والمؤتمرات، وحمدنا لبعضهم بعضها.
ما تعانيه الجامعات الجادة الانطفاء الإعلامي، وضعف التواصل مع شرائح المجتمع ذات الاهتمام بالقضايا المعرفية.
جامعاتنا تتوفر على إمكانيات بشرية، ومادية ومدن جامعية يكاد يجهلها الأقربون، فضلا عن الأبعدين.
هذه الإمكانيات لم تستغل بما يجب، مع أنها تأكل عمرها الافتراضي، قد تحُول المخصصات دون الطموحات، وهذا عذر قد لا يعلمه اللُّوَّم.
ما أوده من جامعاتنا كلها مبادرة أية نازلة في أي حقل من الحقول الحضارية، والدفع بالكفاءات البشرية المتخصصة للقول فيه، وعدم ترك ذلك لبعض الجهات الأقل إمكانيات معرفية.
الأمة تمر بنوازل متعددة، ومؤثرة في كافة مساراتها، وترك ذلك لمن هم دون الأهلية تفويت للفرص المهمة.
وحين يتداول الفضوليون تلك النوازل بدوافع عاطفية، يكرسون المفاهيم الخاطئة.
ومن ثم تنشغل الأمة بتصحيح الأخطاء.
ما يهمني جانب (الفكر) و(الأدب) بوصفهما من أولويات الأقسام المتخصصة في الجامعات.
وإذ تلبي الجامعات بعض طلبات التعاون، فإن المطلوب المبادرة.
هناك مؤسسات، ومراكز ثقافية، وعلمية لا تتوفر على الكفاءات المتخصصة، وواجب الجامعات المبادرة في المساندة، والمساعدة، وتقديم الخبرات، والمؤهلات، لدرء الأخطاء، وتلافي التقصير.
وذلك يتطلب تخطيطًا مسبقًا، ومشاريع مستقبلية تتضمنها الخطط،
وهو ما لا تتوفر عليه بعض الجامعات.