د.عبدالعزيز الجار الله
تناول سمو الأمير تركي الفيصل في منتدى «مسك للإعلام» بمدينة الرياض يوم الثلاثاء الماضي قضايا إعلامية في غاية الأهمية والحساسية، كانت آراء سموه واضحة وصريحة، من أبرزها إلغاء وزارات الإعلام، حيث قال الأمير تركي الفيصل كما تداولته وسائل الإعلام:
- لم يعد هناك فائدة من وزارات الإعلام، بل إنها ربما تكون عائقًا لما يؤدي إلى المصلحة العامة.
- برفع جهاز الهاتف يستطيع كل شخص التصدي والرد على شبهة وتبيان الحقائق، فأنا أدعو إلى إغلاق وزارات الإعلام.
- ما زلت أحب ملمس الصحف والورق ورائحة الحبر.
- رسالة للشباب السعودي: البركة فيكم وأنتم المستقبل وعليكم الدفاع عن المملكة في مواقع التواصل الاجتماعي.
- أصبحت الصحافة خارجة عن إطار الأنظمة والقوانين التي تحكم السلطات الثلاث التي تسبقها، فالإعلام منفرد بعدم الالتزام بالقوانين.
هذه خلاصة ما طرحه سمو الأمير تركي، وفي الواقع أن هذا النقاش يخضع لعوامل عدة هي:
- تشهد ساحة الشرق الأوسط مواجهات وحربًا إعلامية ودبلوماسية معلنة، وقد تتطور إلى مواجهات أخرى ما بين السعودية وبعض من دول الخليج ومصر وبعض الدول العربية من جهة، وبين إيران ومنظمتها وميليشياتها وتركيا وقطر وبعض المتعاطفين مثل دولة العراق وغيرها من جهة أخرى. وفي الحرب لا أحد يتخلى عن أسلحته، وخصومنا لا يوفرون أي سلاح وقتالهم بشراسة.
- حادثة مقتل جمال خاشقجي في أكتوبر الماضي غيرت كل قواعد اللعبة والأخلاقيات بين الدول بخاصة قطر وتركيا، فقد انكشفت كل أسلحة الخصوم إيران وتركيا وقطر وبعض الدوائر السياسية في أمريكا وأوروبا، وكان أعنف الأسلحة هو سلاح الإعلام، لذا كما يقال «الأعرج لا يكسر عكازته على رأس عدوه»، ونحن على تواضع إعلامنا الذي كان هشًا في حادثة خاشقجي يجب أن لا نتخلى عنه بل نقويه وندعمه لنقوي صموده.
إلغاء وزارة الإعلام، وموضوع الصحف الورقية والمؤسسات الصحفية، وعدم التزام الإعلام بالقوانين، وضرورة دفاع الشباب عن بلادهم عبر التواصل الاجتماعي سوف يأتي الحديث عنها لاحقًا.