رقية سليمان الهويريني
لئن كانت الحكومة لم تقصر مع المرضى في توفير سرير لكل مريض وعلاجه وبذل الجهود المضنية في سبيل الوصول لأقصى قدر من العناية والرعاية، وهو أمر لا يمكن إنكاره؛ إلا أن الملاحظ في جميع المستشفيات أنها لا تلقي الاهتمام الكافي بنوع الأكل الذي يرغبه المريض! ولا تأخذ رأيه مطلقًا في الوجبة المناسبة له، كما أنها لا تراعي نوع الطعام بحسب البيئة التي تقع فيها المستشفيات!
والمعروف أن المرضى لا يقبلون على طعام المستشفيات حتى لو كانت تتبع به المقاييس الصحية وتطبق معايير السلامة والجودة اللازمة! وقد يكون ذلك سببًا في رغبتهم في الحد من مدة إقامتهم بالمستشفيات. ولا شك أن نوع الغذاء يعدل بمزاج المريض.
والملاحظ أنه لا يتم مراعاة غذاء كل فئة من المرضى على حدة، فغذاء مرضى السكر يختلف عن مرضى القلب، وكذلك من لديه ارتفاع في الضغط، فتكون الأطعمة الغنية بالسكر والنشويات أقل لمرضى السكر على سبيل المثال.
ونتيجة لكل ذلك يعزف المرضى عن (أكل المستشفيات)، فتجد المرضى يستعينون بذويهم لإحضار وجبات منزلية دافئة غنية ذات طعم ومذاق لذيذ. وفي هذه الحالة فإن مصير طعام المستشفى هو حاوية النفايات وبكميات هائلة خصوصًا عندما يضاف له طعام المرافقين!
ومهما حاول المريض ثني العامل عن رمي الأكل في سلة النفايات، فإنه يرفض لأنه مطالب بإعادة الصينية فارغة! وتبعًا لذلك فإن المستشفيات ربما تعد أكبر مكان يهدر فيه الطعام! وحين تشكو الوضع لإدارة المستشفى تتهرب ويكون الجواب بأن ذلك مسؤولية شركة التغذية.
ولأن تكريم النعمة مطلب شرعي، وتقدير الطعام خلق إنساني، فإني أعرض هذا الأمر لوزير الصحة ورئيس مجلس إدارة هيئة الغذاء والدواء لوقف الهدر الغذائي في المستشفيات، وهو الوزير الذي عُرف عنه تقبله للاقتراحات.