أحمد المغلوث
كل يوم يكتب أبطالنا ومن معهم من الأشقاء بدمائهم إحدى ملاحمهم الكبرى في حربهم ضد «نظام الملالي» الذي تدخَّل في اليمن من خلال ما أتاحه له «الحوثيون» من فرص ذهبية. فبعد سنوات من معارك ومواجهات مختلفة في العديد من المواقع، استطاع أبطالنا تحقيق انتصارات مختلفة أرغمت الحوثيين والمرتزقة الذين يساعدونهم إلى تراجعهم، بعدما أثبت أبطالنا تميزهم وتفردهم من خلال قدراتهم الفائقة وتفوقهم الواضح على أعداء اليمن والشرعية. ولولا مساندة «نظام الملالي» هذه المساندة التي يبدو أنها كانت منذ سنوات أُعدت لها جيدًا وبطرق سرية وربما هناك من ساعدهم وتواطؤ معهم من داخل النظام اليمني السابق الذي أتاح لهم الحصول على السلاح الخفيف وحتى الثقيل مما جعل للحوثيين ترسانة من الأسلحة المختلفة التي جعلتهم يستمرون حتى اليوم في المقاومة والتسويف، رغم علمهم بأن النصر عليهم قادم لا محالة.. ولا مهرب من الاستسلام والاعتراف بالشرعية..
إن انتصارات التحالف منذ بداية عاصفة الحزم وبعدها الأمل والصمود البطولي لأبطالنا في الحد الجنوبي الرائع في صده للهجمات والصواريخ الحوثية «الإيرانية» على حدود المملكة ترتكز على أسس سياسية واجتماعية ووطنية ومعنوية سلمية وراسخة. ففي الجانب السياسي جميعنا يعلم مقدار ما تتمتع به القيادة الحكيمة في بلادنا من تأييد دولي منقطع النظير وتلاحم لم يشهد له تاريخ المنطقة بل والعالم من اهتمام وتقدير كبيرين لدور المملكة ودول التحالف المشاركة معها في تطهير اليمن من التدخل «الإيراني» في اليمن الذي كان سعيدًا ومشرقًا قبل وجود عناصر ومرتزقة هذا النظام الذي أجمع العالم على دوره في تصدير إرهابه وعدوانه وزرعه لتواجده بمختلف الطرق والأساليب في دول الجوار، بل امتد به طموحه إلى أبعد من ذلك.. والجميل أن توحد المواطنين في المملكة والقيادة يمثل إشارة صريحة بل واضحة وجلية متمثلة في الجبهة الوطنية في مختلف مناطق ومحافظات المملكة شاملة المواطنين والمقيمين. أما الجانب الاجتماعي والإنساني فلن يختلف اثنان على أن وقوف أبناء الوطن مع قيادتهم في حرص القيادة على توفير كل احتياجات الشعب اليمني الشقيق والمتضرر من تبعات الواقع المعاش في اليمن. فها هي المملكة تبعث يوميًا بالمساعدات الإنسانية من أغذية مختلفة وأدوية وأجهزة طبية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة العاملة والمنظمات الأخرى مثل منظمة اليونيسيف، وبرنامج الأغذية العالمي، ساعد كثيراً على توفير الغذاء والدواء للأشقاء في اليمن...
هذا، ولقد لعب العاملان أعلاه.. السياسي والاجتماعي وتوجه القيادة على مساعدة اليمن وشعبه الشقيق الذي تضرر كثيراً في السنوات الأخيرة في إعادة اليمن كما كان في السابق. لعب كل ذلك دوره البارز في الأمل بعودة اليمن ليكون يمنًا سعيدًا الكل يعمل من أجله، وبناء اليمن وتنميته وشعور كل يمني بالمواطنة الحقيقية بعيدًا عن الطائفية والمذهبية. وهذا لا يتحقق إلا بعد التخلص من التواجد الإيراني الممجوج.. وها هو الوطن يقدم لليمن دعماً ماليًا كبيرًا حيث تبرعت المملكة الثلاثاء الماضي، بمبلغ 500 مليون دولار مساعدات ضمن خطة الاستجابة السريعة للوضع الإنساني في اليمن التي أطلقتها الأمم المتحدة. وإن شاء الله نحتفل مع اليمن بالنصر القادم. إنه سميع مجيب.