د.ثريا العريض
بعد ألف قصيدة
كسرَت حاجز الصمت
وانتقشَت في ركام حوار
مع أصوات من عبروا أزمات الجوار
مع أطياف من نقشوا ظلهم في الجدار
مع ذاتي التي تتأرجح في غيِّها
ثم تعود إلى صمتها.. وتحار
* * *
بعد ألف ارتباكٍ
وألف انتهاكٍ
وألف انهتاكٍ
وألف مراوحة بين هذا وذاك
أحار مراجعة للقرار:
«حذار من الصوت حتفاً.. حذار!»
* * *
بعد ألف احتمالٍ تكشّف عن صوحِه
وحلم احتفالٍ تراجع عن بوحِه
وانتظارٍ يعود بلا نكهةٍ
كرحيقٍ يعاسره الاختمار
* * *
بعد ألف دوار
وألف مساء اشتعال
وألف نهار حصار..
من الصمت والحبر والشعر..
ألف استعار..
* * *
هل قلتُ شيئا؟
ألهبتُ جذوة ما تحت وعي السكون
سطور جنون؟
فتصاعد بوحا أوار
* * *
أم كان كل الذي قيل - ما قيل أن سيكون-
عاصفةً من غبار؟
* * *
بعد ألف قصيدة
تتجسد بين انعتاق السطور
واحتراق الستور
وذائقة الانتحار
يلهو بها القارئون مشاكسة للطريدة
علّهم يسبرون غياهب شاعرة في قصيدة؟
هل وجد القلب في أي سارية لقصيدة
بحوراً جديدة
- كتلك التي أنت تذكر يا وطني..
انتفاض فراشة شرنقةٍ متوردة ووليدة
متوثبة لاختراق المحال؟ -
* * *
هل في زمان الغبار احتمال
خيار انهمار وعود وطن؟
يخيل لي؟..
كل ما لا تئج له نبضة الروح حين يقال
لا يستحق توجّد شاعرةٍ تتصدى لليل الفتن
لتمسح عنه الغبار
كي تعيد النهار انهمار وعود مزن
بهامش قافيةٍ تتجلى بريق اشتعال
يضيء توجس عاشقة للوطن