إبراهيم عبدالله العمار
هل تعاني من أي من اضطرابات القلق؟
كلمة «القلق» المعروفة تعني ردة فعل طبيعية نحو خطرٍ ما، فيرفع الجهاز العصبي إنذار الخطر ويعمل بحماس وقوة. والقلق هنا له مهمة نافعة، وهي زيادة التركيز لتؤدي المهمة المُقلقة (خطبة، مواجهة مع المدير)، والأعراض الجسدية تشمل التوتر وسرعة التنفس وزيادة ضربات القلب والتعرق والعصبية وفي حالة نوبات الذعر: آلام الصدر. يفترض أن تزول الأعراض بزوال سبب القلق. لكن ماذا لو لم يكن هناك خطر ورغم ذلك تشعر بالقلق لدرجة أن حياتك تتعطل؟
هذا اضطراب القلق وهو من أكثر المشاكل النفسية في العالم. في أمريكا وحدها فإن أكثر من 40 مليونًا يعانون نوعاً من القلق، مثل القلق العام والقلق الاجتماعي واضطراب الذعر وغيرها، وتشترك كلها في عامل واحد: رهبة لاعقلانية من شيء لا يستحق الرهبة. المصاب بالقلق العام يرى الخطر في مواقف عادية ويرى القلق في كل شيء. المصاب باضطراب الذعر panic disorder يبدو طبيعياً معظم الوقت ثم يضربه ذعرٌ هائل يسبب آلاماً تجعله يظن أنه أصيب بنوبة قلبية. الذعر أشد مظاهر القلق، وهو في قعر أمراض الرهاب (فوبيا) كلها، وهو خوفٌ يشلُّ المرء من شيء أو موقفٍ ما يجعل الشخص يفعل كل شيء ليتفادى مصدر الخوف مثل رهاب العناكب أو رهاب الأماكن المفتوحة. أما أكثر رهاب انتشاراً فهو اضطراب القلق الاجتماعي، وهذه تختلف عن التوتر الذي يشعر به الكثير من الناس عند بعض المواقف الاجتماعية، ففي هذا الاضطراب يشعر الشخص بالرعب من أي شيء اجتماعي كمقابلة شخص جديد أو الكلام مع الناس.
لكن هل تعلم ما أقوى طريقة للتعامل مع أنواع الرهاب المختلفة؟ الرياضة. كل التجارب على المصابين بأمراض القلق وجدت فائدة مدهشة للرياضة لتخفيف القلق والتشافي منه، حتى إنها تؤثر على الأماكن نفسها في المخ التي تقصدها أدوية القلق، والرياضة تشمل المشي السريع لكن في حالات اضطرابات القلق فإن الفائدة الأقوى هي مع الرياضة الشاقة كالهرولة وغيرها من التي تجعل القلب ينبض بسرعة لفترات ممتدة. إذا كنتَ من النوع القلق ولديك مثل هذه الاضطرابات فجرب دواء الرياضة.