عبدالله العمري
يقوم رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بتحركات كثيرة على كافة الاتجاهات من أجل إعادة ترتيب أوراق الكثير من الرياضة السعودية المبعثرة على الصعيد المحلي، لا سيما على مستوى عمل الاتحاد السعودي لكرة القدم الحالي ولجانه التي مع الأسف لم ترتق لما هو مطلوب منها، وحدثت منه كثير من الأخطاء غير المبررة التي دار حولها كثير من الجدل والأقاويل وأثارت الشارع الرياضي عليها.
إضافة إلى تحركه خارجيًا من أجل إعادة وتعزيز العلاقات السعودية مع مسؤولي الاتحاد الآسيوي التي شهدت في السنوات الأخيرة كثيرًا من الفتور والشد والجذب، ولعل ترشيح الاتحاد الآسيوي للسعودي أحمد عيد لعضوية مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم بناءً على طلب من الاتحاد الدولي (فيفا) لكرة القدم بترشيح بديل للماليزي السلطان عبدالله، يؤكد أن هذه التحركات أتت ثمارها مبكرًا.
ولعل أكثر ما يقلق الجماهير الرياضية في الوقت الحالي هو خشية أن تعود الأندية السعودية من جديد لمعضلة الديون التي ظلت تعاني منها أنديتنا لسنوات طويلة، قبل أن يتدخل ولي العهد حفظه الله الأمير محمد بن سلمان وينهي هذا الملف المؤجل لرياضتنا بلفتة كريمة منه.
ومنبع هذا القلق هو تخبط رؤساء معظم الأندية السعودية الحاليين في كثير من التعاقدات المحلية والأجنبية مع عدد كثير من اللاعبين، وكذلك الأجهزة الفنية مما سيتسبب في زيادة الأعباء المالية على خزائن الأندية وتسجيلها كديون وبالتالي عودة الأندية لنفس المشكلات المالية السابقة.
ولذا يأمل كافة الرياضيين من رئيس الهيئة الأمير عبدالعزيز بن تركي بأن تكون هناك رقابة مالية صارمة على كافة الأندية المشاركة في دوري المحترفين السعودي، وأن يصدر بيان شفاف من الهيئة يتم من خلاله توضيح مقدار الدعم المادي الذي قدمته الهيئة العامة للرياضة في الفترة الماضية إبان رئاسة معالي المستشار تركي آل الشيخ في الفترة السابقة لكافة الأندية، لكي تتضح الصورة لجميع الرياضيين وكذلك لإيقاف اللغط والجدل الدائر بين الجماهير الرياضة أن هناك بعض الأندية حظيت بدعم مالي متميز عن بقية الأندية الأخرى، فمثل هذا البيان أن صدر بكل شفافية ووضوح سيضع حدًا للكثير من الشائعات والأقاويل.
ومن وجهة نظري أن أكبر معضلة واجهت الكرة السعودية في السنوات الأخيرة التي أسهمت بشكل مباشر في تراجعها هي بعض العقول الإدارية التي أتيحت لها فرصة العمل بالأندية رغم أنها لا تستحق ذلك ولها تجارب سابقة كان نصيبها الفشل.
فكل رئيس نادٍ يجب أن يتحمل مسؤولية فشل عمله وتعاقداته السيئة وأن لا يعطى فرصة في توريط النادي بديون مالية جديدة وهو المتوقع حدوثه في الفترة المقبلة، فجميع البوادر مع الأسف تشير إلى أن الأندية السعودية مقبلة على كوارث مالية جديدة.